فصل: (التَّفَاسِيرُ الْمُصَرَّحُ بِرَفْعِهَا إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإتقان في علوم القرآن ***


النَّوْعُ الثَّمَانُونَ‏:‏ فِي طَبَقَاتِ الْمُفَسِّرِينَ

‏[‏مَنِ اشْتُهِرَ بِالتَّفْسِيرِ‏]‏

اشْتُهِرَ بِالتَّفْسِيرِ مِنَ الصَّحَابَةِ عَشَرَةُ‏‏:‏ الْخُلَفَاءُ الْأَرْبَعَةُ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ‏‏.‏

أَمَّا الْخُلَفَاءُ فَأَكْثَرُ مَنْ رُوِيَ عَنْهُ مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالرِّوَايَةُ عَنِ الثَّلَاثَةِ نَزِرَةٌ جَدًّا، وَكَانَ السَّبَبُ فِي ذَلِكَ تَقَدُّمَ وَفَاتِهِمْ، كَمَا أَنَّ ذَلِكَ هُوَ السَّبَبُ فِي قِلَّةِ رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلْحَدِيثِ، وَلَا أَحْفَظُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي التَّفْسِيرِ إِلَّا آثَارًا قَلِيلَةً جِدًّا، لَا تَكَادُ تُجَاوِزُ الْعَشَرَةَ‏‏.‏

وَأَمَّا عَلِيٌّ‏:‏ فَرُوِيَ عَنْهُ الْكَثِيرُ، وَقَدْ رَوَى مَعْمَرٌ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ‏:‏ شَهِدْتُ عَلِيًّا يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُول‏ُ‏:‏ سَلُونِي فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ، وَسَلُونِي عَنْ كِتَابِ اللَّهِ، فَوَاللَّهِ مَا مِنْ آيَةٍ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ أَبِلَيْلٍ نَزَلَتْ أَمْ بِنَهَارٍ، أَمْ فِي سَهْلٍ أَمْ فِي جَبَلٍ‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ‏:‏ إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، مَا مِنْهَا حَرْفٌ إِلَّا وَلَهُ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عِنْدَهُ مِنْهُ الظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ‏‏.‏ وَأَخْرَجَ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ نُصَيْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ‏:‏ وَاللَّهِ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ إِلَّا وَقَدْ عَلِمْتُ فِيمَ أُنْزِلَتْ، وَأَيْنَ أُنْزِلَتْ، إِنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْبًا عَقُولًا، وَلِسَانًا سَئُولًا‏‏.‏

وَأَمَّا ابْنُ مَسْعُودٍ فَرُوِيَ عَنْهُ أَكْثَرُ مِمَّا رَوَى عَنْ عَلِيٍّ، وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ فِيمَنْ نَزَلَتْ، وَأَيْنَ نَزَلَتْ، وَلَوْ أَعْلَمُ مَكَانَ أَحَدٍ أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تَنَالُهُ الْمَطَايَا لَأَتَيْتُهُ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي الْبَحْتَرِيِّ قَالَ‏:‏ قَالُوا لِعَلِيٍّ‏‏:‏ أَخْبِرْنَا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ‏:‏ عَلِمَ الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ ثُمَّ انْتَهَى، وَكَفَى بِذَلِكَ عِلْمًا‏‏.‏

وَأَمَّا ابْنُ عَبَّاسٍ فَهُوَ تَرْجُمَانُ الْقُرْآنِ فَضَائِلُ ابْنِ عَبَّاسٍ الَّذِي دَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» وَقَالَ لَهُ أَيْضًا‏:‏ «اللَّهُمَّ آتِهِ الْحِكْمَةَ» وَفِي رِوَايَةٍ‏:‏ «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ‏:‏ «اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ وَانْشُرْ مِنْهُ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، «عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ‏:‏ إِنَّهُ كَائِنُ حَبْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَاسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا»‏.‏

وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ «قَالَ ابْنُ عَبَّاس‏ٍ‏:‏ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ نِعْمَ تَرْجُمَانُ الْقُرْآنِ أَنْتَ»‏.‏ وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ‏:‏ نِعْمَ تَرْجُمَانُ الْقُرْآنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاس‏ٍ‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُسَمَّى الْبَحْرَ لِكَثْرَةِ عِلْمِهِ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ‏:‏ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ حَبْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ‏:‏ إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَنْزِلٍ، كَانَ عُمَرُ يَقُول‏ُ‏:‏ ذَاكُمْ فَتَى الْكُهُولِ، إِنَّ لَهُ لِسَانًا سَئُولًا، وَقَلْبًا عَقُولًا‏‏.‏

وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ يَسْأَلُهُ عَنِ ‏{‏السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا‏}‏ ‏[‏الْأَنْبِيَاء‏:‏ 30‏]‏‏.‏ فَقَالَ‏:‏ اذْهَبْ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَسْأَلْهُ ثُمَّ تَعَالَ فَأَخْبِرْنِي فَذَهَبَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ‏:‏ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ رَتْقًا لَا تُمْطِرُ، وَكَانَتِ الْأَرْضُ رَتْقًا لَا تُنْبِتُ، فَفَتَقَ هَذِهِ بِالْمَطَرِ، وَهَذِهِ بِالنَّبَاتِ، فَرَجَعَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ‏:‏ قَدْ كُنْتُ أَقُولُ‏‏:‏ مَا يُعْجِبُنِي جَرَاءَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، فَالْآنَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ أُوتِيَ عِلْمًا‏‏.‏

وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ‏، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ فَقَالَ‏:‏ لِمَ يَدْخُلْ هَذَا مَعَنَا، وَإِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ‏؟‏ فَقَالَ عُمَرُ‏‏:‏ إِنَّهُ مِمَّنْ عَلِمْتُمْ، وَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَدْخَلَهُ مَعَهُمْ فَمَا رَأَيْتُ أَنَّهُ دَعَانِي فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ فَقَالَ‏:‏ مَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ‏}‏ فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏‏:‏ أَمَرَنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نَصَرَنَا وَفَتَحَ عَلَيْنَا، وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ‏:‏ أَكَذَلِكَ تَقُولُ يَا بْنَ عَبَّاسٍ‏؟‏ فَقُلْتُ‏‏:‏ لَا‏.‏ فَقَالَ‏:‏ مَا تَقُولُ‏؟‏ فَقُلْتُ‏‏:‏ هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ بِهِ قَالَ‏:‏ ‏{‏إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ‏}‏ فَذَلِكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ ‏{‏فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا‏}‏ فَقَالَ عُمَرُ‏‏:‏ لَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَقُولُ‏.‏

وَأَخْرَجَ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخِطَابِ يَوْمًا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏:‏ فِيمَنْ تَرَوْنَ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ‏:‏ ‏{‏أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 266‏]‏‏.‏ قَالُوا‏‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏ فَغَضِبَ عُمَرُ، فَقَالَ‏:‏ قُولُوا‏:‏ نَعْلَمُ أَوْ لَا نَعْلَمُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْءٌ فَقَالَ‏:‏ يَابْنَ أَخِي، قُلْ وَلَا تُحَقِّرْ نَفْسَكَ‏.‏ قَالَ ابْنُ عَبَّاس‏ٍ‏:‏ ضُرِبَتْ مَثَلًا لِعَمَلٍ‏.‏ فَقَالَ عُمَرُ‏‏:‏ أَيُّ عَمَلٍ‏؟‏ قَالَ ابْنُ عَبَّاس‏ٍ‏:‏ لِرَجُلٍ غَنِيٍّ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ ثُمَّ بَعَثَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَلَسَ فِي رَهْطٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَذَكَرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَتَكَلَّمَ كُلٌّ بِمَا عِنْدَهُ، فَقَالَ عُمَرُ‏‏:‏ مَا لَكَ يَا بْنَ عَبَّاسٍ صَامِتٌ لَا تَتَكَلَّمُ‏؟‏ تَكَلَّمْ وَلَا تَمْنَعُكَ الْحَدَاثَةُ‏.‏

قَالَ ابْنُ عَبَّاس‏ٍ‏:‏، فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَجَعَلَ أَيَّامَ الدُّنْيَا تَدُورُ عَلَى سَبْعٍ، وَخَلَقَ أَرْزَاقَنَا مِنْ سَبْعٍ، وَخَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ سَبْعٍ، وَخَلَقَ فَوْقَنَا سَمَاوَاتٍ سَبْعٍ، وَخَلَقَ تَحْتَنَا أَرْضِينَ سَبْعًا، وَأَعْطَى مِنَ الْمَثَانِي سَبْعًا، وَنَهَى فِي كِتَابِهِ عَنْ نِكَاحِ الْأَقْرَبِينَ عَنْ سَبْعٍ، وَقَسَمَ الْمِيرَاثَ فِي كِتَابِهِ عَلَى سَبْعٍ، وَنَقَعُ فِي السُّجُودِ مِنْ أَجْسَادِنَا عَلَى سَبْعٍ، وَطَافَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْكَعْبَةِ سَبْعًا، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ سَبْعًا، وَرَمَى الْجِمَارَ بِسَبْعٍ، فَأَرَاهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَتَعَجَّبَ عُمَرُ فَقَالَ‏:‏ مَا وَافَقَنِي فِيهَا أَحَدٌ إِلَّا هَذَا الْغُلَامُ الَّذِي لَمْ تَسْتَوِ شُؤُونُ رَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤَدِّينِي فِي هَذَا كَأَدَاءِ ابْنِ عَبَّاس‏ٍ‏.‏

وَقَدْ وَرَدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي التَّفْسِيرِ مَا لَا يُحْصَى كَثْرَةً، وَفِيهِ رِوَايَاتٌ وَطُرُقٌ مُخْتَلِفَةٌ، فَمِنْ جَيِّدِهَا طَرِيقُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْهَاشِمِيِّ عَنْهُ‏.‏

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ‏‏:‏ بِمِصْرَ صَحِيفَةٌ فِي التَّفْسِيرِ رَوَاهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، لَوْ رَحَلَ رَجُلٌ فِيهَا إِلَى مِصْرَ قَاصِدًا مَا كَانَ كَثِيرًا‏‏.‏ أَسْنَدَهُ أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ فِي نَاسِخِهِ‏‏.‏

قَالَ ابْنُ حَجَرٍ‏‏:‏ وَهَذِهِ النُّسْخَةُ كَانَتْ عِنْدَ أَبِي صَالِحٍ كَاتِبِ اللَّيْثِ رَوَاهَا عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهِيَ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَقَدِ اعْتَمَدَ عَلَيْهَا فِي صَحِيحِهِ كَثِيرًا فِيمَا يُعَلِّقُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاس‏ٍ‏.‏

وَأَخْرَجَ مِنْهَا ابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، كَثِيرًا بِوَسَائِطَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَبِي صَالِحٍ‏‏.‏

وَقَالَ قَوْمٌ‏‏:‏ لَمْ يَسْمَعِ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ التَّفْسِيرَ، وَإِنَّمَا أَخَذَهُ عَنْ مُجَاهِدٍ أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ‏‏‏.‏

قَالَ ابْنُ حَجَرٍ‏‏:‏ بَعْدَ أَنْ عَرَفْتَ الْوَاسِطَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ فَلَا ضَيْرَ فِي ذَلِكَ‏‏.‏

وَقَالَ الْخَلِيلِيُّ فِي الْإِرْشَاد‏:‏ تَفْسِيرُ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ قَاضِي الْأَنْدَلُسِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ رَوَاهُ الْكِبَارُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ كَاتِبِ اللَّيْثِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَأَجْمَعَ الْحُفَّاظُ عَلَى أَنَّ ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ ابْنِ عَبَّاس‏ٍ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَهَذِهِ التَّفَاسِيرُ الطِّوَالُ الَّتِي أَسْنَدُوهَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ غَيْرُ مَرْضِيَّةٍ، وَرُوَاتُهَا مَجَاهِيلُ كَتَفْسِيرِ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏.‏

وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي التَّفْسِيرِ جَمَاعَةٌ رَوَوْا عَنْهُ، وَأَطْوَلُهَا مَا يَرْوِيهِ بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَفِيهِ نَظَرٌ‏‏.‏ وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنُ جُرَيْجٍ، نَحْوَ ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ كِبَارٍ وَذَلِكَ صَحَّحُوه‏ُ‏.‏

وَرَوَى الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، نَحْوَ جُزْءٍ وَذَلِكَ صَحِيحٌ مُتَّفِقٌ عَلْيِهِ‏‏.‏

وَتَفْسِيرُ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ أَبِي جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَرِيبٌ إِلَى الصِّحَّةِ‏‏.‏ وَتَفْسِيرُ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ يُكْتَبُ وَيُحْتَجُّ بِهِ‏‏.‏

وَتَفْسِيرُ أَبِي رَوْقٍ نَحْوَ جُزْءٍ صَحَّحُوه‏ُ‏.‏

وَتَفْسِيرُ إِسْمَاعِيلِ السُّدِّيِّ يُورِدُهُ بِأَسَانِيدَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عَبَّاس‏ٍ‏.‏

وَرَوَى عَنْ السُّدِّيِّ الْأَئِمَّةُ مِثْلُ الثَّوْرِيِّ وَشُعْبَةَ لَكِنَّ التَّفْسِيرَ الَّذِي جَمَعَهُ رَوَاهُ أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، وَأَسْبَاطٌ لَمْ يَتَّفِقُوا عَلَيْهِ، غَيْرَ أَنَّ أَمْثَلَ التَّفَاسِيرِ تَفْسِيرُ السُّدِّي‏ِّ‏.‏ فَأَمَّا ابْنُ جَرِيرٍ فَإِنَّهُ لَمْ يَقْصِدِ الصِّحَّةَ، وَإِنَّمَا رَوَى مَا ذَكَرَ فِي كُلِّ آيَةٍ مِنَ الصَّحِيحِ وَالسَّقِيم‏ِ‏.‏

وَتَفْسِيرِ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ‏:‏ فَمُقَاتِلٌ فِي نَفْسِهِ ضَعَّفُوهُ، وَقَدْ أَدْرَكَ الْكِبَارَ مِنَ التَّابِعِينَ، وَالشَّافِعِيُّ أَشَارَ إِلَى أَنَّ تَفْسِيرَهُ صَالِحٌ‏‏.‏ انْتَهَى كَلَامُ الْإِرْشَادِ‏‏.‏

وَتَفْسِيرُ السُّدِّيِّ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ يُورِدُ مِنْهُ ابْنُ جَرِيرٍ كَثِيرًا مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس‏ٍ‏.‏ وَعَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَنَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ هَكَذَا، وَلَمْ يُورِدْ مِنْهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ شَيْئًا لِأَنَّهُ الْتَزَمَ أَنْ يُخَرِّجَ أَصَحَّ مَا وَرَد‏َ‏.‏ وَالْحَاكِمُ يُخَرِّجُ مِنْهُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ أَشْيَاءَ وَيُصَحِّحُهُ، لَكِنْ مِنْ طَرِيقِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَنَاسٍ فَقَطْ دُونَ الطَّرِيقِ الْأَوَّل‏ِ‏.‏ وَقَدْ قَالَ ابْنُ كَثِير‏ٍ‏:‏ إِنَّ هَذَا الْإِسْنَادَ يَرْوِي بِهِ السُّدِّيُّ أَشْيَاءَ فِيهَا غَرَابَةٌ‏‏.‏

وَمِنْ جَيِّدِ الطُّرُقِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ طَرِيقُ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ‏، عَنْهُ‏.‏ وَهَذِهِ الطَّرِيقُ صَحِيحَةٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَكَثِيرًا مَا يُخَّرِجُ مِنْهَا الْفِرْيَابِيُّ وَالْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ‏‏.‏

وَمِنْ ذَلِكَ طَرِيقُ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ- أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ‏- عَنْهُ، هَكَذَا بِالتَّرْدِيدِ وَهِيَ طَرِيقٌ جَيِّدَةٌ وَإِسْنَادُهَا حَسَنٌ‏‏.‏ وَقَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا ابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ كَثِيرًا‏‏.‏ وَفِي مُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ الْكَبِيرِ مِنْهَا أَشْيَاءُ‏.‏

وَأَوْهَى طُرُقِهِ طَرِيقُ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَإِنِ انْضَمَّ إِلَى ذَلِكَ رِوَايَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ السُّدِّيِّ الصَّغِيرِ فَهِيَ سِلْسِلَةُ الْكَذِبِ، وَكَثِيرًا مَا يُخَرِّجُ مِنْهَا الثَّعْلَبِيُّ، وَالْوَاحِدِيُّ‏‏.‏

لَكِنْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِل‏:‏ لِلْكَلْبِيِّ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ، وَخَاصَّةً عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ بِالتَّفْسِيرِ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ تَفْسِيرٌ أَطْوَلُ مِنْهُ وَلَا أَشْبَعُ، وَبَعْدَهُ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، إِلَّا أَنَّ الْكَلْبِيَّ يُفَضَّلُ عَلَيْهِ، لِمَا فِي مُقَاتِلٍ مِنَ الْمَذَاهِبِ الرَّدِيئَةِ‏‏.‏

وَطَرِيقُ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مُنْقَطِعَةٌ، فَإِنَّ الضَّحَّاكَ لَمْ يَلْقَهُ، فَإِنِ انْضَمَّ إِلَى ذَلِكَ رِوَايَةُ بِشْرِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ عَنْهُ فَضَعِيفَةٌ لِضَعْفِ بِشْرٍ‏‏.‏

وَقَدْ أَخْرَجَ مِنْ هَذِهِ النُّسْخَةِ كَثِيرًا ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَإِنْ كَانَ مِنْ رِوَايَةِ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فَأَشَدُّ ضَعْفًا، لِأَنَّ جُوَيْبِرًا شَدِيدُ الضَّعْفِ مَتْرُوكٌ، وَلَمْ يُخَرِّجِ ابْنُ جَرِيرٍ، وَلَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ شَيْئًا، إِنَّمَا خَرَّجَهَا ابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالشَّيْخُ ابْنُ حِبَّان‏َ‏.‏

وَطَرِيقُ الْعَوْفِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَخْرَجَ مِنْهَا ابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ كَثِيرًا، وَالْعَوْفِيُّ ضَعِيفٌ لَيْسَ بِوَاهٍ، وَرُبَّمَا حَسَّنَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ‏‏.‏

وَرَأَيْتُ عَنْ فَضَائِلِ الْإِمَامِ الشَّافِعِيِّ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاكِرٍ الْقَطَّان‏:‏ أَنَّهُ أَخْرَجَ بِسَنَدِهِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُول‏ُ‏:‏ لَمْ يَثْبُتْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي التَّفْسِيرِ إِلَّا شَبِيهٌ بِمِائَةِ حَدِيثٍ‏‏.‏

وَأَمَّا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَعَنْهُ نُسْخَةٌ كَبِيرَةٌ يَرْوِيهَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْهُ‏.‏ وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْهَا كَثِيرًا، وَكَذَا الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ وَأَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ‏‏.‏

وَقَدْ وَرَدَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ غَيْرَ هَؤُلَاءِ الْيَسِيرُ مِنَ التَّفْسِيرِ، كَأَنَسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ‏‏.‏ وَوَرَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَشْيَاءُ تَتَعَلَّقُ بِالْقَصَصِ وَأَخْبَارِ الْفِتَنِ وَالْآخِرَةِ، وَمَا أَشْبَهَهَا، بِأَنْ يَكُونَ مَا تَحْمِلُهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ كَالَّذِي وَرَدَ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 210‏]‏‏.‏ وَكِتَابُنَا الَّذِي أَشَرْنَا إِلَيْهِ جَامِعٌ لِجَمِيعِ مَا وَرَدَ عَنِ الصَّحَابَةِ مِنْ ذَلِكَ‏.‏

طَبَقَةُ التَّابِعِينَ‏‏:‏ قَالَ ابْنُ تَيْمِيَةَ‏‏:‏ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالتَّفْسِيرِ أَهْلُ مَكَّةَ‏;‏ لِأَنَّهُمْ أَصْحَابُ ابْنِ عَبَّاسٍ كَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ‏، وَطَاوُسٍ وَغَيْرِهِمْ‏.‏

وَكَذَلِكَ فِي الْكُوفَةِ أَصْحَابُ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُلَمَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي التَّفْسِيرِ مِثْلُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، الَّذِي أَخَذَ عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ انْتَهَى‏.‏

‏فَمِنَ الْمُبَرَّزِينَ مِنْهُمْ مُجَاهِدٌ‏‏.‏ قَالَ الْفَضْلُ بْنُ مَيْمُونٍ‏‏:‏ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ‏‏:‏ عَرَضْتُ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلَاثِينَ مَرَّةً‏‏.‏

وَعَنْهُ أَيْضًا قَالَ‏:‏ عَرَضْتُ الْمُصْحَفَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلَاثَ عَرْضَاتٍ أَقِفُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهُ، وَأَسْأَلُهُ عَنْهَا فِيمَ نَزَلَتْ‏؟‏ وَكَيْفَ كَانَتْ‏؟‏‏.‏

وَقَالَ خُصَيْفٌ‏‏:‏ كَانَ أَعْلَمُهُمْ بِالتَّفْسِيرِ مُجَاهِد‏ٌ‏.‏

وَقَالَ النَّوَوِيُّ‏‏:‏ إِذَا جَاءَكَ التَّفْسِيرُ عَنْ مُجَاهِدٍ فَحَسْبُكَ بِهِ‏‏.‏

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَةَ‏‏:‏ وَلِهَذَا يَعْتَمِدُ عَلَى تَفْسِيرِهِ الشَّافِعِيُّ وَالْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ‏.‏

قُلْتُ‏‏:‏ وَغَالِبُ مَا أَوْرَدَهُ الْفِرْيَابِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْهُ، وَمَا أَوْرَدَهُ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَوْ غَيْرِهِ قَلِيلٌ جِدًّا‏.‏

وَمِنْهُمْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ‏‏‏.‏ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِي‏ُّ‏:‏ خُذُوا التَّفْسِيرَ عَنْ أَرْبَعَةٍ‏‏:‏ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ‏، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاك‏ِ‏.‏

وَقَالَ قَتَادَةُ‏:‏ كَانَ أَعْلَمَ التَّابِعِينَ أَرْبَعَةٌ‏، كَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ أَعْلَمَهُمْ بِالْمَنَاسِكِ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَعْلَمَهُمْ بِالتَّفْسِيرِ، وَكَانَ عِكْرِمَةُ أَعْلَمَهُمْ بِالسِّيَرِ، وَكَانَ الْحَسَنُ أَعْلَمَهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ‏‏.‏

وَمِنْهُمْ عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاس‏ٍ‏.‏ قَالَ الشَّعْبِيُّ‏‏:‏ مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ عِكْرِمَة‏َ‏.‏

وَقَالَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ‏‏:‏ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُول‏ُ‏:‏ لَقَدْ فَسَّرْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْن‏ِ‏.‏

وَقَالَ عِكْرِمَة‏ُ‏:‏ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَجْعَلُ فِي رِجْلِي الْكَبْلَ، وَيُعَلِّمُنِي الْقُرْآنَ وَالسُّنَنَ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ‏:‏ قَالَ عِكْرِمَة‏ُ‏:‏ كُلُّ شَيْءٍ أُحَدِّثُكُمْ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ عَنِ ابْنِ عَبَّاس‏ٍ‏.‏

وَمِنْهُمُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْخُرَاسَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ، وَعَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَمُرَّةُ الْهَمْدَانِيُّ، وَأَبُو مَالِكٍ، وَيَلِيهِمُ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي آخَرِينَ‏.‏ فَهَؤُلَاءِ قُدَمَاءُ الْمُفَسِّرِينَ، وَغَالِبُ أَقْوَالِهِمْ تَلَقَّوْهَا عَنِ الصَّحَابَةِ‏.‏

ثُمَّ بَعْدَ هَذِهِ الطَّبَقَةِ أُلِّفَتْ تَفَاسِيرُ تَجْمَعُ أَقْوَالَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، كَتَفْسِيرِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَآدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ، وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، وَرَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ، وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَسُنَيْدٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَآخَرِينَ‏‏.‏

وَبَعْدَهُمِ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، وَكِتَابُهُ أَجَلُّ التَّفَاسِيرِ وَأَعْظَمُهَا، ثُمَّ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالْحَاكِمُ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ، وَأَبُو الشَّيْخِ ابْنُ حَيَّانَ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ فِي آخَرِينَ، وَكُلُّهَا مُسْنَدَةٌ إِلَى الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِهِمْ، وَلَيْسَ فِيهَا غَيْرَ ذَلِكَ إِلَّا ابْنُ جَرِيرٍ، فَإِنَّهُ يَتَعَرَّضُ لِتَوْجِيهِ الْأَقْوَالِ وَتَرْجِيحِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ، وَالْإِعْرَابِ وَالِاسْتِنْبَاطِ فَهُوَ يَفُوقُهَا بِذَلِك‏َ‏.‏

ثُمَّ أَلَّفَ فِي التَّفْسِيرِ خَلَائِقُ فَاخْتَصَرُوا الْأَسَانِيدَ، وَنَقَلُوا الْأَقْوَالَ بَتْرًا فَدَخَلَ مِنْ هُنَا الدَّخِيلُ، وَالْتَبَسَ الصَّحِيحُ بِالْعَلِيلِ، ثُمَّ صَارَ كُلُّ مَنْ يَسْنَحُ لَهُ قَوْلٌ يُورِدُهُ، وَمَنْ يَخْطُرُ بِبَالِهِ شَيْءٌ يَعْتَمِدُهُ، ثُمَّ يَنْقُلُ ذَلِكَ عَنْهُ مَنْ يَجِيءُ بَعْدَهُ، ظَانًّا أَنَّ لَهُ أَصْلًا غَيْرَ مُلْتَفِتٍ إِلَى تَحْرِيرِ مَا وَرَدَ عَنِ السَّلَفِ الصَّالِحِ، وَمَنْ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ فِي التَّفْسِيرِ، حَتَّى رَأَيْتُ مَنْ حَكَى فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ‏}‏ نَحْوَ عَشَرَةِ أَقْوَالِ وَتَفْسِيرُهَا بِالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى هُوَ الْوَارِدُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَمِيعِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَأَتْبَاعِهِمْ، حَتَّى قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ‏‏:‏ لَا أَعْلَمُ فِي ذَلِكَ اخْتِلَافًا بَيْنَ الْمُفَسِّرِين‏َ‏.‏

ثُمَّ صَنَّفَ بَعْدَ ذَلِكَ قَوْمٌ بَرَعُوا فِي عُلُومٍ، فَكَانَ كُلٌّ مِنْهُمْ يَقْتَصِرُ فِي تَفْسِيرِهِ عَلَى الْفَنِّ الَّذِي يَغْلِبُ عَلَيْهِ‏‏.‏

فَالنَّحْوِيُّ تَرَاهُ لَيْسَ لَهُ هَمٌّ إِلَّا الْإِعْرَابَ، وَتَكْثِيرَ الْأَوْجُهِ الْمُحْتَمَلَةِ فِيهِ، وَنَقْلَ قَوَاعِدَ النَّحْوِ وَمَسَائِلِهِ وَفُرُوعِهِ وَخِلَافِيَّاتِهِ، كَالزَّجَّاجِ، وَالْوَاحِدِيِّ فِي الْبَسِيطِ، وَأَبِي حَيَّانَ فِي الْبَحْرِ وَالنَّهْرِ‏‏.‏

وَالْإِخْبَارِيُّ لَيْسَ لَهُ شُغُلٌ إِلَّا الْقِصَصَ وَاسْتِيفَاءَهَا، وَالْإِخْبَارَ عَمَّنْ سَلَفَ، سَوَاءٌ كَانَتْ صَحِيحَةً أَوْ بَاطِلَةً كَالثَّعْلَبِيِّ‏‏.‏

وَالْفَقِيهُ يَكَادُ يَسْرُدُ فِيهِ الْفِقْهَ مِنْ بَابِ الطَّهَارَةِ إِلَى أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ، وَرُبَّمَا اسْتَطْرَدَ إِلَى إِقَامَةِ أَدِلَّةِ الْفُرُوعِ الْفِقْهِيَّةِ الَّتِي لَا تَعَلُّقَ لَهَا بِالْآيَةِ، وَالْجَوَابِ عَنْ أَدِلَّةِ الْمُخَالِفِينَ كَالْقُرْطُبِيِّ‏‏.‏

وَصَاحِبُ الْعُلُومِ الْعَقْلِيَّةِ خُصُوصًا الْإِمَامُ فَخْرُ الدِّينِ قَدْ مَلَأَ تَفْسِيرَهُ بِأَقْوَالِ الْحُكَمَاءِ وَالْفَلَاسِفَةِ وَشِبْهِهَا، وَخَرَجَ مِنْ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ حَتَّى يَقْضِيَ النَّاظِرُ الْعَجَبَ مِنْ عَدَمِ مُطَابَقَةِ الْمَوْرِدِ لِلْآيَةِ‏‏.‏

قَالَ أَبُو حَيَّانَ فِي الْبَحْر‏:‏ جَمَعَ الْإِمَامُ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً طَوِيلَةً لَا حَاجَةَ بِهَا فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ، وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاء‏‏:‏ فِيهِ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا التَّفْسِير‏َ‏.‏

وَالْمُبْتَدِعُ لَيْسَ لَهُ قَصْدٌ إِلَّا تَحْرِيفُ الْآيَاتِ وَتَسْوِيَتُهَا عَلَى مَذْهَبِهِ الْفَاسِدِ، بِحَيْثُ إِنَّهُ مَتَى لَاحَ لَهُ شَارِدَةٌ مِنْ بَعِيدٍ اقْتَنَصَهَا، أَوْ وَجَدَ مَوْضِعًا لَهُ فِيهِ أَدْنَى مَجَالٍ سَارَعَ إِلَيْهِ‏‏.‏

قَالَ الْبَلْقِينِيُّ‏‏:‏ اسْتَخْرَجْتُ مِنَ الْكَشَّافِ اعْتِزَالًا بِالْمَنَاقِيشِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي تَفْسِير‏:‏ ‏{‏فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ‏}‏ ‏[‏آلِ عِمْرَانَ‏:‏ 185‏]‏‏.‏ وَأَيُّ فَوْزٍ أَعْظَمُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ‏!‏ أَشَارَ بِهِ إِلَى عَدَمِ الرُّؤْيَةِ‏‏.‏

وَالْمُلْحِدُ فَلَا تَسْأَلُ عَنْ كُفْرِهِ وَإِلْحَادِهِ فِي آيَاتِ اللَّهِ، وَافْتِرَائِهِ عَلَى اللَّهِ مَا لَمْ يَقُلْهُ، كَقَوْلِ بَعْضِهِمْ فِي‏:‏ ‏{‏إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ‏}‏ ‏[‏الْأَعْرَاف‏:‏ 155‏]‏‏.‏ مَا عَلَى الْعِبَادِ أَضَرُّ مِنْ رَبِّهِمْ‏.‏ وَكَقَوْلِهِ فِي سَحَرَةِ مُوسَى مَا قَالَ، وَقَوْلُ الرَّافِضَةِ فِي‏:‏ ‏{‏يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 67‏]‏‏.‏ مَا قَالُوا‏.‏ وَعَلَى هَذَا وَأَمْثَالِهِ يُحْمَلُ مَا أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى وَغَيْرُهُ عَنْ حُذَيْفَةَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «إِنَّ فِي أُمَّتِي قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَنْثُرُونَهُ نَثْرَ الدَّقَلِ، يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ‏»‏.‏

‏فِإِنْ قُلْتَ‏‏:‏ فَأَيُّ التَّفَاسِيرِ تُرْشِدُ إِلَيْهِ وَتَأْمُرُ النَّاظِرَ أَنْ يُعَوِّلَ عَلَيْهِ‏؟‏

قُلْتُ‏‏:‏ تَفْسِيرُ الْإِمَامِ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ أَفْضَلُ التَّفَاسِيرِ الَّذِي أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ الْمُعْتَبَرُونَ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُؤَلَّفْ فِي التَّفْسِيرِ مِثْلُهُ‏‏.‏

قَالَ النَّوَوِيُّ فِي تَهْذِيبِه‏:‏ كِتَابُ ابْنِ جَرِيرٍ فِي التَّفْسِيرِ لَمْ يُصَنِّفْ أَحَدٌ مِثْلَهُ‏.‏

وَقَدْ شَرَعْتُ فِي تَفْسِيرٍ جَامِعٍ لِجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ التَّفَاسِيرِ الْمَنْقُولَةِ، وَالْأَقْوَالِ الْمَقُولَةِ، وَالِاسْتِنْبَاطَاتِ وَالْإِشَارَاتِ، وَالْأَعَارِيبِ وَاللُّغَاتِ، وَنُكَتِ الْبَلَاغَةِ، وَمَحَاسِنِ الْبَدَائِعِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ بِحَيْثُ لَا يَحْتَاجُ مَعَهُ إِلَى غَيْرِهِ أَصْلًا، وَسَمَّيْتُهُ بِـ مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ وَمَطْلَعِ الْبَدْرَيْنِ وَهُوَ الَّذِي جَعَلْتُ هَذَا الْكِتَابَ مُقَدِّمَةً لَهُ، وَاللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ يُعِينَ عَلَى إِكْمَالِهِ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ‏‏.‏

‏[‏التَّفَاسِيرُ الْمُصَرَّحُ بِرَفْعِهَا إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏]‏

وَإِذْ قَدِ انْتَهَى بِنَا الْقَوْلُ فِيمَا أَرَدْنَاهُ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ فَلْنَخْتِمْهُ بِمَا وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ التَّفَاسِيرِ الْمُصَرَّحِ بِرَفْعِهَا إِلَيْهِ، غَيْرِ مَا وَرَدَ مِنْ أَسْبَابِ النُّزُولِ لِتُسْتَفَادَ فَإِنَّهَا مِنَ الْمُهِمَّات‏ِ‏.‏

الْفَاتِحَةُ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «إِنَّ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمْ هُمُ الْيَهُودُ، وَإِنَّ الضَّالِّينَ النَّصَارَى»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ‏:‏ «سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ قَالَ‏:‏ الْيَهُودُ‏.‏ قُلْتُ‏‏:‏ الضَّالِّينَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ النَّصَارَى»‏.‏

الْبَقَرَةُ

أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي مُسْتَدْرَكِهِ وَصَحَّحَهُ، مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 25‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ مِنَ الْحَيْضِ، وَالْغَائِطِ، وَالنُّخَامَةِ، وَالْبُزَاق‏ِ»‏.‏

قَالَ ابْنُ كَثِير فِي تَفْسِيرِه‏:‏ فِي إِسْنَادِهِ الْبَزِيعِيُّ، قَالَ فِيهِ ابْنُ حِبَّانَ‏:‏ لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ‏‏.‏ قَالَ‏:‏ فَفِي تَصْحِيحِ الْحَاكِمِ لَهُ نَظَرٌ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ فِي تَارِيخِهِ قَالَ‏:‏ إِنَّهُ حَدِيثٌ حَسَنٌ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَحْسَنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ، قَالَ‏:‏ «قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْعَدْلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْعَدْلُ الْفِدْيَةُ» مُرْسَلٌ جَيِّدٌ عَضَّدَهُ إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا‏‏.‏

وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ‏:‏ ‏{‏ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 58‏]‏‏.‏ فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى إِسْتَاهُهُمْ، وَقَالُوا‏:‏ حَبَّةٌ فِي شَعْرِهِ‏.‏ فِيهِ تَفْسِيرُ قَوْلِه‏:‏ ‏{‏قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 59‏]‏‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «وَيْلٌ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ، يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ بِهَذَا السَّنَدِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «كُلُّ حَرْفٍ مِنَ الْقُرْآنِ يُذْكَرُ فِيهِ الْقُنُوتُ فَهُوَ الطَّاعَةُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الْخَطِيبُ فِي الرُّوَاةِ- بِسَنَدٍ فِيهِ مَجَاهِيلُ- عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 121‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ يَتْبَعُونَهُ حَقَّ اتِّبَاعِهِ» وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ «‏{‏لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 124‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ لَا طَاعَةَ إِلَّا فِي الْمَعْرُوفِ» لَهُ شَاهِدٌ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا بِلَفْظ‏:‏ «لَيْسَ لِظَالِمٍ عَلَيْكَ عَهْدٌ أَنْ تُطِيعَهُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَاهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 143‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ عَدْلًا»‏.‏

وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالَ لَهُ‏‏:‏ هَلْ بَلَّغْتَ‏؟‏ فَيَقُول‏ُ‏:‏ نَعَمْ فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالَ لَهُمْ‏‏:‏ هَلْ بَلَّغَكُمْ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏‏:‏ مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، وَمَا أَتَانَا مِنْ أَحَدٍ، فَيُقَالُ لِنُوح‏ٍ‏:‏ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ‏‏؟‏ فَيَقُولُ‏‏:‏ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا‏}‏ قَالَ‏:‏ وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ، فَتُدْعَونَ فَتَشْهَدُونَ لَهُ بِالْبَلَاغِ وَأَشْهَدُ عَلَيْكُمْ»‏.‏

قَوْلُهُ‏:‏ وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ، مَرْفُوعٌ غَيْرُ مُدْرَجٍ، نَبَّهَ عَلَيْهِ ابْنُ حَجَرٍ فِي شَرْحِ الْبُخَارِيِّ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو الشَّيْخِ وَالدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ مِنْ طَرِيقِ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 152‏]‏‏.‏ يَقُولُ‏‏:‏ اذْكُرُونِي يَا مَعْشَرَ الْعِبَادِ بِطَاعَتِي، أَذْكُرُكُمْ بِمُغْفِرَتِي»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ‏:‏ «انْقَطَعَ قِبَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَرْجَعَ، فَقَالُوا‏‏:‏ مُصِيبَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ مَا أَصَابَ الْمُؤْمِنِ مِمَّا يَكْرَهُهُ فَهُوَ مُصِيبَةٌ» لَهُ شَوَاهِدُ كَثِيرَةٌ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ‏:‏ «كُنَّا فِي جِنَازَةٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ الْكَافِرَ يُضْرَبُ ضَرْبَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَيَسْمَعُهَا كُلُّ دَابَّةٍ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ، فَتَلْعَنُهُ كُلُّ دَابَّةٍ سَمِعَتْ صَوْتَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّه‏:‏ ‏{‏وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 159‏]‏‏.‏ يَعْنِي دَوَابَّ الْأَرْضِ‏»‏.‏

‏وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي‏:‏ ‏{‏الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 197‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ «شَوَّالُ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ لَا بَأْسَ بِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 197‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ «الرَّفَثُ التَّعَرُّضُ لِلنِّسَاءِ بِالْجِمَاعِ، وَالْفُسُوقِ الْمَعَاصِي، وَالْجِدَالُ جِدَالُ الرَّجُلِ صَاحِبَهُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ عَطَاءٍ «أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ اللَّغْوِ فِي الْيَمِينِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ قَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ هُوَ كَلَامُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِه‏:‏ كَلَّا وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ»‏.‏ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مَوْقُوفًا عَلَيْهَا‏‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ‏:‏ «قَالَ رَجُلٌ‏‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّه‏:‏ ‏{‏الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 229‏]‏‏.‏ فَأَيْنَ الثَّالِثَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ التَّسْرِيحُ بِإِحْسَانٍ ثَالِثَةٌ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرَ اللَّهُ الطَّلَاقَ مَرَّتَيْنِ، فَأَيْنَ الثَّالِثَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏{‏فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ‏}‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ لَا بَأْسَ بِهِ، مِنْ طَرِيقِ أَبِي لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «قَالَ‏:‏ ‏{‏الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 237‏]‏‏.‏ الزَّوْجُ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «الصَّلَاةُ الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «صَلَاةُ الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «الصَّلَاةُ الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «الصَّلَاةُ الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ» وَلَهُ طُرُقٌ أُخْرَى وَشَوَاهِدُ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «السَّكِينَةُ رِيحٌ خَجُول‏ٌ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا فِي قَوْلِه‏:‏ «‏}‏ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ‏}‏ ‏[‏الْبَقَرَة‏:‏ 269‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ الْقُرْآن‏َ‏.‏ » قَالَ ابْنُ عَبَّاس‏ٍ‏:‏ يَعْنِي تَفْسِيرَهُ فَإِنَّهُ قَدْ قَرَأَهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ‏‏.‏

‏[‏آلُ عِمْرَانَ‏]‏

أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ‏}‏ ‏[‏آلِ عِمْرَانَ‏:‏ 7‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ هُمُ الْخَوَارِجُ‏.‏ وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ‏}‏ ‏[‏آلِ عِمْرَانَ‏:‏ 106‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ هُمُ الْخَوَارِجُ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء‏:‏ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ بَرَّتْ يَمِينُهُ، وَصَدَقَ لِسَانُهُ، وَاسْتَقَامَ قَلْبُهُ، وَعَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ، فَذَلِكَ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ‏:‏ «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِ اللَّه‏:‏ ‏{‏وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ‏}‏ ‏[‏آلِ عِمْرَانَ‏:‏ 14‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ الْقِنْطَارُ أَلْفُ أُوقِيَّةٍ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَهْ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «الْقِنْطَارُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ أُوقِيَّةٍ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا‏}‏ ‏[‏آلِ عِمْرَانَ‏:‏ 83‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ أَمَّا مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ فَالْمَلَائِكَةُ، وَأَمَّا مَنْ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ وُلِدَ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا كَرْهًا فَمَنْ أُتِيَ بِهِ مِنْ سَبَايَا الْأُمَمِ فِي السَّلَاسِلِ وَالْأَغْلَالِ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ وَهُمْ كَارِهُون‏َ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، عَنْ أَنَسٍ‏:‏ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا‏}‏ ‏[‏آلِ عِمْرَانَ‏:‏ 97‏]‏‏.‏ مَا السَّبِيلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَحَسَّنَهُ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ نُفَيْعٍ قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏آلِ عِمْرَانَ‏:‏ 97‏]‏‏.‏ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ تَرَكَهُ فَقَدْ كَفَرَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ تَرَكَهُ لَا يَخَافُ عُقُوبَتَهُ، وَلَا يَرْجُو ثَوَابَهُ»‏.‏

نُفَيْعٌ تَابِعِيٌّ، وَالْإِسْنَادُ مُرْسَلٌ وَلَهُ شَاهِدٌ مَوْقُوفٌ عَلَى ابْنِ عَبَّاس‏ٍ‏.‏

وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ‏}‏ ‏[‏آلِ عِمْرَانَ‏:‏ 102‏]‏‏.‏ «أَنْ يُطَاعَ فَلَا يُعْصَى، وَيُذْكَرَ فَلَا يُنْسَى»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، قَالَ‏:‏ «قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ‏}‏ ‏[‏آلِ عِمْرَانَ‏:‏ 104‏]‏‏.‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ الْخَيْرُ اتِّبَاعُ الْقُرْآنِ وَسُنَّتِي» مُعْضَلٌ‏.‏

وَأَخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ «‏{‏يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ‏}‏ ‏[‏آلِ عِمْرَانَ‏:‏ 106‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ تَبْيَضُّ وُجُوهُ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَتَسْوَدُّ وُجُوهُ أَهْلِ الْبِدَعِ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏مُسَوِّمِينَ‏}‏ ‏[‏آلِ عِمْرَانَ‏:‏ 125‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ مُعَلِّمِينَ، وَكَانَتْ سِيمَا الْمَلَائِكَةِ يَوْمَ بَدْرٍ عَمَائِمَ سُودًا، وَيَوْمَ أُحُدٍ عَمَائِمَ حُمْرًا»‏.‏

أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «مَنْ أَتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ، مُثِّلَ لَهُ شُجَاعٌ أَقْرَعُ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوِّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ‏، فَيَقُولُ‏‏:‏ أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ‏.‏ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ‏}‏ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏}‏ الْآيَةَ ‏[‏آلِ عِمْرَانَ‏:‏ 180‏]‏‏»‏.‏

النِّسَاءُ

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ «‏{‏ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا‏}‏ ‏[‏النِّسَاء‏:‏ 3‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ أَنْ لَا تَجُورُوا»‏.‏

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ‏‏:‏ قَالَ أَبِي‏‏:‏ هَذَا حَدِيثٌ خَطَأٌ، وَالصَّحِيحُ عَنْ عَائِشَةَ مَوْقُوف‏ٌ‏.‏

‏وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏‏:‏ قَالَ‏:‏ «قُرِئَ عِنْدَ عُمَرَ ‏{‏كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا‏}‏ ‏[‏النِّسَاء‏:‏ 56‏]‏‏.‏ فَقَالَ مُعَاذٌ‏‏:‏ عِنْدِي تَفْسِيرُهَا، تُبَدَّلُ فِي سَاعَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، فَقَالَ عُمَرُ‏‏:‏ هَكَذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ‏}‏ ‏[‏النِّسَاء‏:‏ 93‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ إِنْ جَازَاهُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، وَغَيْرُهُ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ‏}‏ ‏[‏النِّسَاء‏:‏ 173‏]‏‏.‏ الشَّفَاعَةُ فِيمَنْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، مِمَّنْ صَنَعَ إِلَيْهِمُ الْمَعْرُوفَ فِي الدُّنْيَا»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ‏:‏ «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْكَلَالَةِ، فَقَالَ‏:‏ أَمَا سَمِعْتَ الْآيَةَ الَّتِي أُنْزِلَتْ فِي الصَّيْف‏:‏ ‏{‏يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ‏}‏ ‏[‏النِّسَاء‏:‏ 176‏]‏‏.‏ فَمَنْ لَا يَتْرُكُ وَلَدًا وَلَا وَالِدًا فَوِرْثَتُهُ كَلَالَةٌ» مُرْسَلٌ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو الشَّيْخِ فِي كِتَابِ الْفَرَائِضِ عَنِ الْبَرَاء‏:‏ «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكَلَالَةِ فَقَالَ‏:‏ مَا عَدَا الْوَلَدِ وَالْوَالِدِ‏»‏.‏

الْمَائِدَةُ

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ خَادِمٌ وَدَابَّةٌ وَامْرَأَةٌ كُتِبَ مَلِكًا» لَهُ شَاهَدٌ مِنْ مُرْسَلِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عِنْدَ ابْنِ جَرِيرٍ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، عَنْ عِيَاضٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ‏:‏ «لَمَّا نَزَلَتْ‏:‏ ‏{‏فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ‏}‏ ‏[‏الْمَائِدَة‏:‏ 54‏]‏‏.‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي مُوسَى‏:‏ هُمْ قَوْمُ هَذَا»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ «‏{‏أَوْ كِسْوَتُهُمْ‏}‏ ‏[‏الْمَائِدَة‏:‏ 89‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ عَبَاءَةٌ لِكُلِّ مِسْكِينٍ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ السُّفْيَانِيُّ، قَالَ‏:‏ «أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ‏‏:‏ كَيْفَ تَصْنَعُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَيَّةُ آيَةٍ‏؟‏ قُلْتُ‏‏:‏ قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ‏}‏ ‏[‏الْمَائِدَة‏:‏ 105‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتُ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعِ الْعَوَامَّ»‏.‏

وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُمَا، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ‏:‏ «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَ‏:‏ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ مِنَ الْكُفَّارِ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ»‏.‏

الْأَنْعَامُ

أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَأَبُو الشَّيْخِ مِنْ طَرِيقِ نَهْشَلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مَلَكٌ إِذَا نَامَ يَأْخُذُ نَفْسَهُ، فَإِنْ أَذَنَ اللَّهُ فِي قَبْضِ رُوحِهِ قَبَضَهُ وَإِلَّا رَدَّهُ إِلَيْهِ‏.‏ فَذَلِكَ قَوْلُهُ‏}‏ يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ‏}‏» ‏[‏الْأَنْعَام‏:‏ 60‏]‏‏.‏ نَهْشَلٌ كَذَّابٌ‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمْ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ «لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ‏}‏ ‏[‏الْأَنْعَام‏:‏ 82‏]‏‏.‏ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ فَقَالُوا‏‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّهُ لَيْسَ الَّذِي تَعْنُونَ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ‏:‏ ‏{‏إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ‏}‏ ‏[‏لُقْمَانَ‏:‏ 13‏]‏‏.‏ إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ‏}‏ ‏[‏الْأَنْعَام‏:‏ 103‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ لَوْ أَنَّ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ وَالشَّيَاطِينَ وَالْمَلَائِكَةَ مُنْذُ خُلِقُوا إِلَى أَنْ فَنُوا صُفُّوا صَفًّا وَاحِدًا مَا أَحَاطُوا بِاللَّهِ أَبَدًا»‏.‏

وَأَخْرَجَ الْفِرْيَابِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ‏:‏ «سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَة‏:‏ ‏{‏فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ‏}‏ ‏[‏الْأَنْعَام‏:‏ 125‏]‏‏.‏ قَالُوا‏‏:‏ كَيْفَ يَشْرَحُ صَدْرَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نُورٌ يُقْذَفُ بِهِ فَيَنْشَرِحُ لَهُ وَيَنْفَسِحُ‏.‏ قَالُوا‏‏:‏ فَهَلْ لِذَلِكَ مِنْ أَمَارَةٍ يُعْرَفُ بِهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالتَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ لِقَاءِ الْمَوْتِ»‏.‏ مُرْسَلٌ لَهُ شَوَاهِدُ كَثِيرَةٌ مُتَّصِلَةٌ وَمُرْسَلَةٌ، يَرْتَقِي بِهَا إِلَى دَرَجَةِ الصِّحَّةِ أَوِ الْحُسْنِ‏‏.‏

‏وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، وَالنَّحَّاسُ فِي نَاسِخِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ‏}‏ ‏[‏الْأَنْعَام‏:‏ 141‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ مَا سَقَطَ مِنَ السُّنْبُلِ»‏.‏ وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مِنْ مُرْسَلِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا‏}‏ ‏[‏الْأَنْعَام‏:‏ 152‏]‏‏.‏ فَقَالَ‏:‏ مَنْ أَرْبَى عَلَى يَدِهِ فِي الْكَيْلِ وَالْمِيزَانِ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ صِحَّةَ نِيَّتِهِ بِالْوَفَاءِ فِيهِمَا، لَمْ يُؤَاخَذْ، وَذَلِكَ تَأْوِيلُ ‏{‏وُسْعَهَا‏}‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا‏}‏ ‏[‏الْأَنْعَام‏:‏ 158‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ يَوْمَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا»‏.‏

لَهُ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ- بِسَنَدٍ جَيِّدٍ- عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ‏‏:‏ «‏{‏إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا‏}‏ ‏[‏الْأَنْعَام‏:‏ 159‏]‏‏.‏ هُمْ أَصْحَابُ الْبِدَعِ وَأَصْحَابُ الْأَهْوَاءِ»‏.‏

‏وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ- بِسَنَدٍ صَحِيحٍ-، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «‏{‏إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا‏}‏ هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ»‏.‏

الْأَعْرَافُ

أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَغَيْرُهُ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ‏}‏ ‏[‏الْأَعْرَاف‏:‏ 31‏]‏ قَالَ‏:‏ «صَلُّوا فِي نِعَالِكُمْ»‏.‏

لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ أَبِي الشَّيْخِ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالْحَاكِمُ، وَغَيْرُهُمْ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ‏:‏ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا قُبِضَتْ رُوحُهُ قَالَ‏:‏ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ عَلَى مَلَأٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا‏‏:‏ مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ‏؟‏ حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ‏}‏ ‏[‏الْأَعْرَاف‏:‏ 40‏]‏‏.‏ فَيَقُولُ اللَّهُ‏:‏ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى، فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ‏}‏» ‏[‏الْحَجّ‏:‏ 31‏]‏‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّنِ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ»‏.‏ لَهُ شَوَاهِدُ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، وَالْبَيْهَقِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَغَيْرُهُمْ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُزَنِيِّ قَالَ‏:‏ «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ، فَقَالَ‏:‏ هُمْ أُنَاسٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِمَعْصِيَةِ آبَائِهِمْ، فَمَنَعَهُمْ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ مَعْصِيَةُ آبَائِهِمْ وَمَنَعَهُمْ مِنْ دُخُولِ النَّارِ قَتْلُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»‏.‏

لَهُ شَاهَدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا‏‏:‏ «إِنَّهُمْ مُؤْمِنُو الْجِنِّ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «الطُّوفَانُ‏:‏ الْمَوْتُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالْحَاكِمُ- وَصَحَّحَاهُ- عَنْ أَنَسٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا‏}‏ ‏[‏الْأَعْرَاف‏:‏ 143‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ هَكَذَا- وَأَشَارَ بِطَرَفِ إِبْهَامِهِ عَلَى أُنْمُلَةِ أُصْبُعِهِ الْيُمْنَى- فَسَاخَ الْجَبَلُ، ‏{‏وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا‏}‏»‏.‏

وَأَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخِ بِلَفْظٍ‏:‏ «وَأَشَارَ بِالْخِنْصَرِ فَمِنْ نُورِهِ جَعَلَهُ دَكًّا»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو الشَّيْخِ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «الْأَلْوَاحُ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى مُوسَى كَانَتْ مِنْ سِدْرِ الْجَنَّةِ، كَانَ طُولَ اللَّوْحِ اثْنَيْ عَشَرَ ذِرَاعًا‏»‏.‏

‏وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالْحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنُعْمَانَ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا فَنَشَرَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ فَقَالَ‏:‏ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ‏؟‏ قَالُوا بَلَى»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنِ ابْنِ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْآيَة‏:‏ «أُخِذَ مِنْ ظَهْرِهِ كَمَا يُؤْخَذُ بِالْمُشْطِ مِنَ الرَّأْسِ، فَقَالَ لَهُمْ‏‏:‏ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ‏؟‏ قَالُوا بَلَى‏.‏ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ‏:‏ شَهِدْنَا»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ- وَحَسَّنَهُ- وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «لَمَّا وُلِدَتْ حَوَّاءُ طَافَ بِهَا إِبْلِيسُ- وَكَانَ لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ- فَقَالَ‏:‏ سَمِّيهِ عَبْدَ الْحَارِثِ فَإِنَّهُ يَعِيشُ، فَسَمَّتْهُ عَبْدَ الْحَارِثِ فَعَاشَ، فَكَانَ ذَلِكَ وَحْيُ الشَّيْطَانِ وَأَمْرُهُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَبُو الشَّيْخِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ «لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ‏:‏ ‏{‏خُذِ الْعَفْوَ‏}‏ الْآيَةَ ‏[‏الْأَعْرَاف‏:‏ 199‏]‏‏.‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏:‏ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ الْعَالِمَ، فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ»‏.‏ مُرْسَلٌ‏.‏

الْأَنْفَالُ

أَخْرَجَ أَبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ‏}‏ ‏[‏الْأَنْفَال‏:‏ 26‏]‏‏.‏ قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ النَّاسُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَهْلُ فَارِسَ»‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَضَعَّفَهُ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ أَمَانَيْنِ لِأُمَّتِي‏:‏ ‏{‏وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ‏}‏ ‏[‏الْأَنْفَال‏:‏ 33‏]‏‏.‏ فَإِذَا مَضَيْتُ تَرَكْتُ فِيهِمُ الِاسْتِغْفَارَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر‏:‏ ‏{‏وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ‏}‏ ‏[‏الْأَنْفَال‏:‏ 60‏]‏‏.‏ أَلَا وَإِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ»‏.‏

فَمَعْنَاهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ مُعْظَمَ الْقُوَّةِ وَأَنْكَاهَا لِلْعَدُوِّ الرَّمْيُ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو الشَّيْخِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْمَهْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ‏}‏ ‏[‏الْأَنْفَال‏:‏ 60‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ هُمُ الْجِنُّ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَرِيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا‏‏.‏

بَرَاءَةٌ

أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ يَوْمِ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ يَوْمُ النَّحْرِ»‏.‏

وَلَهُ شَاهِدٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عِنْدَ ابْنِ جَرِيرٍ‏‏.‏

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «يَوْمُ عَرَفَةَ هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالْحَاكِمُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ‏.‏ قَالَ اللَّهُ‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‏}‏ ‏[‏التَّوْبَة‏:‏ 18‏]‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا‏:‏ «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَة‏:‏ ‏{‏وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ‏}‏ ‏[‏التَّوْبَة‏:‏ 72‏]‏ قَالَ‏:‏ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ فِي ذَلِكَ الْقَصْرِ سَبْعُونَ دَارًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ بَيْتًا مِنْ زُمُرُدَةٍ خَضْرَاءَ، فِي كُلِّ بَيْتٍ سَرِيرٌ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا مِنْ كُلِّ لَوْنٍ، عَلَى كُلِّ فِرَاشٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ مَائِدَةً، عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطَّعَامِ، فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ وَصِيفًا وَوَصِيفَةً، وَيُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي كُلِّ غَدَاةٍ مِنَ الْقُوَّةِ مَا يَأْتِي عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ أَجْمَعَ»‏.‏

وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ «اخْتَلَفَ رَجُلَانِ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى فَقَالَ‏:‏ أَحَدُهُمَا‏‏:‏ هُوَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ الْآخَرُ‏‏:‏ هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءَ، فَأَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ هُوَ مَسْجِدِي‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، عَنْ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ الْأَنْصَارِيِّ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فِي الطَّهُورِ فِي قِصَّةِ مَسْجِدِكُمْ، فَمَا هَذَا الطَّهُورُ‏؟‏ قَالُوا‏‏:‏ مَا نَعْلَمُ شَيْئًا إِلَّا أَنَّا نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ قَالَ‏:‏ هُوَ ذَاكَ فَعَلَيْكُمُوهُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «السَّائِحُونَ هُمُ الصَّائِمُونَ»‏.‏

يُونُسُ

أَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ‏}‏ ‏[‏يُونُسَ‏:‏ 26‏]‏‏.‏ الْحُسْنَى‏:‏ الْجَنَّةُ، وَالزِّيَادَةُ‏‏:‏ النَّظَرُ إِلَى رَبِّهِمْ»‏.‏

وَفِي الْبَابِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَأَنَسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا‏}‏ قَالَ‏:‏ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، الْحُسْنَى الْجَنَّةُ، وَزِيَادَةٌ‏:‏ النَّظَرُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو الشَّيْخِ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ‏}‏ قَالَ‏:‏ الْقُرْآنِ ‏{‏وَبِرَحْمَتِهِ‏}‏ ‏[‏يُونُسَ‏:‏ 58‏]‏‏.‏ أَنْ جَعَلَكُمْ مِنْ أَهْلِهِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي أَشْتَكِي صَدْرِي قَالَ‏:‏ اقْرَأِ الْقُرْآنَ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ‏}‏» ‏[‏يُونُسَ‏:‏ 57‏]‏‏.‏

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ نَاسًا يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ‏.‏ قِيلَ‏:‏ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَوْمٌ تَحَابُّوا فِي اللَّهِ مِنْ غَيْرِ أَمْوَالٍ وَلَا أَنْسَابٍ، لَا يَفْزَعُونَ إِذَا فَزِعَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنُوا‏.‏ ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏{‏أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏» ‏[‏يُونُسَ‏:‏ 62‏]‏‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ «سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِ اللَّه‏:‏ ‏{‏أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏ قَالَ‏:‏ الَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ تَعَالَى»‏.‏

وَوَرَدَ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء‏:‏ «أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَة‏:‏ ‏{‏لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا‏}‏ ‏[‏يُونُسَ‏:‏ 64‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرُكَ مُنْذُ أُنْزِلَتْ، هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ، فَهِيَ بُشْرَاهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَبُشْرَاهُ فِي الْآخِرَةِ الْجَنَّةُ» لَهُ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا‏}‏ ‏[‏يُونُسَ‏:‏ 98‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ دَعَوْا»‏.‏

هُودٌ

أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ «تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ‏:‏ ‏{‏لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا‏}‏ ‏[‏هُودٍ‏:‏ 7‏]‏‏.‏ فَقُلْتُ‏‏:‏ مَا مَعْنَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَقْلًا، وَأَحْسَنُكُمْ عَقْلًا أَوْرَعُكُمْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَعْمَلُكُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَمْ أَرَ شَيْئًا أَحْسَنَ طَلَبًا، وَلَا أَسْرَعَ إِدْرَاكًا مِنْ حَسَنَةٍ حَدِيثَةٍ لِسَيِّئَةٍ قَدِيمَةٍ‏:‏ ‏{‏إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ‏}‏ ‏[‏هُودٍ‏:‏ 114‏]‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ «قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَأَتْبِعْهَا حَسَنَةً تَمْحُهَا، قُلْتُ‏‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنَ الْحَسَنَاتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هِيَ أَفْضَلُ الْحَسَنَاتِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ «لَمَّا نَزَلَتْ‏:‏ ‏{‏وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ‏}‏ ‏[‏هُودٍ‏:‏ 117‏]‏‏.‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَأَهْلُهَا يُنْصِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا»‏.‏

يُوسُفُ

أَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَبُو يَعْلَى، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ «جَاءَ يَهُودِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ النُّجُومِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ سَاجِدَةً لَهُ مَا أَسْمَاؤُهَا‏؟‏ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ حَتَّى أَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَأَخْبَرَهُ فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيِّ، فَقَالَ‏:‏ هَلْ أَنْتَ مُؤْمِنٌ إِنْ أَخْبَرْتُكَ بِهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ فَقَالَ‏:‏ خَرَثَانُ، وَطَارِقٌ، وَالذَّيَّالُ، وَذُو الْكِيعَانِ، وَذُو الْفَرْعِ، وَوَثَّابٌ، وَعَمُودَانُ، وَقَابِسٌ، وَالصَّرُوحُ، وَالْمُصَبِّحُ، وَالْفَيْلَقُ، وَالضِّيَاءُ، وَالنُّورُ‏.‏ قَالَ الْيَهُودِيُّ‏‏:‏ إِيْ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَأَسْمَاؤُهَا ‏{‏وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ‏}‏ يَعْنِي أَبَاهُ وَأُمَّهُ، رَآهَا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ سَاجِدَةً لَهُ، فَلَمَّا قَصَّ رُؤْيَاهُ عَلَى أَبِيهِ قَالَ‏:‏ أَرَى أَمْرًا مُتَشَتِّتًا يَجْمَعُهُ اللَّهُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «لَمَّا قَالَ يُوسُفُ ‏{‏ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ‏}‏ ‏[‏يُوسُفَ‏:‏ 52‏]‏‏.‏ قَالَ لَهُ جِبْرِيل‏ُ‏:‏ يَا يُوسُفُ، اذْكُرْ هَمَّكَ قَالَ‏:‏ ‏{‏وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي‏}‏ ‏[‏يُوسُفَ‏:‏ 53‏]‏»‏.‏

الرَّعْدُ

أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ‏}‏ ‏[‏الرَّعْد‏:‏ 4‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ الدَّقَلُ وَالْفَارِسِيُّ وَالْحُلْوُ وَالْحَامِضُ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ «أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا‏‏:‏ أَخْبِرْنَا عَنِ الرَّعْدِ مَا هُوَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ، بِيَدِهِ مِخْرَاقٌ مِنْ نَارٍ يَزْجُرُ بِهِ السَّحَابَ، يَسُوقُهُ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ، قَالُوا‏:‏ فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ صَوْتُهُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ بِجَادٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «الرَّعْدُ مَلَكٌ يَزْجُرُ السَّحَابَ، وَالْبَرْقُ طَرَفُ مَلَكٍ يُقَالَ لَهُ‏:‏ رُوفِيلُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «إِنَّ مَلَكًا مُوَكَّلًا بِالسَّحَابِ يَلُمُّ الْقَاصِيَةَ، وَيَلْحُمُ الرَّابِيَةَ، فِي يَدِهِ مِخْرَاقٌ، فَإِذَا رَفَعَ بَرَقَتْ، وَإِذَا زَجَرَ رَعَدَتْ، وَإِذَا ضَرَبَ صَعَقَتْ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَابْنُ حِبَّانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «طُوبَى شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ، مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ «يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ‏[‏الرَّعْدُ‏:‏ 39‏]‏‏.‏ إِلَّا الشَّقَاوَةَ وَالسَّعَادَةَ وَالْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ «يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ‏[‏الرَّعْد‏:‏ 39‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ يَمْحُو مِنَ الرِّزْقِ وَيَزِيدُ فِيهِ، وَيَمْحُو مِنَ الْأَجَلِ وَيَزِيدُ فِيهِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ قوله‏:‏ ‏{‏يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ‏}‏ قَالَ‏:‏ ذَلِكَ كُلُّهُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، يَرْفَعُ، وَيَجْبُرُ، وَيَرْزُقُ غَيْرَ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ، وَالشَّقَاءِ وَالسَّعَادَةِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُبَدَّلُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، «عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ‏:‏ لَأُقِرَّنَّ عَيْنَكَ بِتَفْسِيرِهَا، وَلَأُقِرَّنَّ عَيْنَ أُمَّتِي مِنْ بِعْدِي بِتَفْسِيرِهَا‏:‏ الصَّدَقَةُ عَلَى وَجْهِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَاصْطِنَاعُ الْمَعْرُوفِ تُحَوِّلُ الشَّقَاءَ سَعَادَةً، وَتَزِيدُ فِي الْعُمْرِ»‏.‏

إِبْرَاهِيمُ

أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «مَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ‏:‏ ‏{‏لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏}‏ ‏[‏إِبْرَاهِيمَ‏:‏ 7‏]‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَغَيْرُهُمْ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي «قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ‏}‏ ‏[‏إِبْرَاهِيمَ‏:‏ 17‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ يُقَرَّبُ إِلَيْهِ فَيَتَكَرَّهُهُ، فَإِذَا أُدْنِيَ مِنْهُ شَوَى وَجْهَهُ، وَوَقَعَ فَرْوَةُ رَأْسِهِ، فَإِذَا شَرِبَهُ قَطَّعَ أَمْعَاءَهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ دُبُرِهِ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ‏}‏ ‏[‏مُحَمَّدٍ‏:‏ 15‏]‏‏.‏ وَقَالَ تَعَالَى‏}‏ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ‏}‏ ‏[‏الْكَهْف‏:‏ 29‏]‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ- رَفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أَحْسَبُ- فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ‏}‏ ‏[‏إِبْرَاهِيمَ‏:‏ 21‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ «يَقُولُ أَهْلُ النَّار‏:‏ هَلُمُّوا فَلْنَصْبِرْ، فَيَصْبِرُونَ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ لَا يَنْفَعُهُمْ، قَالُوا‏‏:‏ هَلُمُّوا فَلْنَجْزَعْ، فَيَبْكُونَ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ لَا يَنْفَعُهُمْ قَالُوا ‏{‏سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ‏}‏ ‏[‏إِبْرَاهِيمَ‏:‏ 21‏]‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالْحَاكِمُ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَغَيْرُهُمْ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي «قَوْلِه‏:‏ ‏{‏مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ‏}‏ ‏[‏إِبْرَاهِيمَ‏:‏ 24‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ هِيَ النَّخْلَةُ‏.‏ ‏{‏وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ‏}‏ قَالَ‏:‏ هِيَ الْحَنْظَلُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ- بِسَنَدٍ جَيِّدٍ- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي «قَوْلِه‏:‏ ‏{‏كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ‏}‏ قَالَ‏:‏ هِيَ الَّتِي لَا يَنْقُصُ وَرَقُهَا، هِيَ النَّخْلَةُ»‏.‏

‏وَأَخْرَجَ الْأَئِمَّةُ السِّتَّةُ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «الْمُسْلِمُ إِذَا سُئِلَ فِي الْقَبْرِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ‏}‏ ‏[‏إِبْرَاهِيمَ‏:‏ 27‏]‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ‏:‏ «جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ أَيْنَ تَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏:‏ هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَغَيْرُهُمْ، «عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَة‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ‏}‏ ‏[‏إِبْرَاهِيمَ‏:‏ 48‏]‏‏.‏ قُلْتُ‏‏:‏ أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَلَى الصِّرَاطِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَالْبَزَّارُ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِ اللَّه‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ‏}‏ قَالَ‏:‏ أَرْضٌ بَيْضَاءُ كَأَنَّهَا فِضَّةٌ، لَمْ يُسْفَكْ فِيهَا دَمٌ حَرَامٌ، وَلَمْ يُعْمَلْ فِيهَا خَطِيئَةٌ»‏.‏

الْحِجْرُ

أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ، وَابْنُ حِبَّانَ، «عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سُئِلَ‏:‏ هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَة‏:‏ ‏{‏رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ‏}‏ ‏[‏الْحِجْر‏:‏ 2‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏‏:‏ يُخْرِجُ اللَّهُ نَاسًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا يَأْخُذُ نِقْمَتَهُ مِنْهُمْ، لَمَّا أَدْخَلَهُمُ النَّارَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ قَالَ لَهُمُ الْمُشْرِكُون‏َ‏:‏ تَدَّعُونَ بِأَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا، فَمَا بَالُكُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ‏؟‏‏!‏ فَإِذَا سَمِعَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ لَهُمْ، فَتَشْفَعُ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ وَالْمُؤْمِنُونَ حَتَّى يَخْرُجُوا بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِذَا رَأَى الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ قَالُوا‏‏:‏ يَا لَيْتَنَا كُنَّا مِثْلَهُمْ، فَتُدْرِكُنَا الشَّفَاعَةُ فَنَخْرُجُ مَعَهُمْ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّه‏:‏ ‏{‏رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ‏}‏»‏.‏

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَلِيٍّ‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أَنَسٍ، «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ‏}‏ ‏[‏الْحِجْر‏:‏ 44‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ جُزْءٌ أَشْرَكُوا، وَجُزْءٌ شَكُّوا فِي اللَّهِ تَعَالَى، وَجُزْءٌ غَفَلُوا عَنِ اللَّهِ تَعَالَى»‏.‏

وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «أُمُّ الْقُرْآنِ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ «سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّه‏:‏ ‏{‏كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ‏}‏ ‏[‏الْحِجْر‏:‏ 90‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى‏.‏ قَالَ‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ‏}‏ ‏[‏الْحِجْر‏:‏ 91‏]‏‏.‏ مَا عِضِينَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ آمَنُوا بِبَعْضٍ وَكَفَرُوا بِبَعْضٍ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أَنَسٍ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏الْحِجْر‏:‏ 92- 93‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ عَنْ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»‏.‏

النَّحْلُ

أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّه‏:‏ ‏{‏زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ‏}‏ ‏[‏النَّحْل‏:‏ 88‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ عَقَارِبُ أَمْثَالُ النَّحْلِ الطِّوَالِ، يَنْهَشُونَهُمْ فِي جَهَنَّمَ‏»‏.‏

الْإِسْرَاءُ

أَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، «أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّوَادِ الَّذِي فِي الْقَمَرِ، فَقَالَ‏:‏ كَانَا شَمْسَيْنِ، فَقَالَ اللَّهُ‏:‏ ‏{‏وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ‏}‏ ‏[‏الْإِسْرَاء‏:‏ 12‏]‏‏.‏ فَالسَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتَ هُوَ الْمَحْوُ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ فِي التَّارِيخِ، وَالدَّيْلَمِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ‏}‏ ‏[‏الْإِسْرَاء‏:‏ 70‏]‏‏.‏ فَقَالَ‏:‏ الْكَرَامَةُ الْأَكْلُ بِالْأَصَابِعِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِ اللَّه‏:‏ ‏{‏يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ‏}‏ ‏[‏الْإِسْرَاء‏:‏ 71‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ يُدْعَى كُلُّ قَوْمٍ بِإِمَامٍ لَهُمْ وَكِتَابِ رَبِّهِمْ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ‏}‏ ‏[‏الْإِسْرَاء‏:‏ 78‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ لِزَوَالِ الشَّمْسِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «دُلُوكُ الشَّمْس‏:‏ زَوَالُهَا»‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا‏}‏ ‏[‏الْإِسْرَاء‏:‏ 78‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ تَشْهَدُهُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا‏}‏ ‏[‏الْإِسْرَاء‏:‏ 79‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ هُوَ الْمَقَامُ الَّذِي أَشْفَعُ فِيهِ لِأُمَّتِي وَفِي لَفْظٍ‏:‏ هِيَ الشَّفَاعَةُ»‏.‏

وَلَهُ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ مُطَوَّلَةٌ وَمُخْتَصَرَةٌ فِي الصِّحَاحِ وَغَيْرِهَا‏‏.‏

وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ، وَغَيْرُهُمَا، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ «قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى وُجُوهِهِمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَرْجُلِهِمْ قَادِرٌ أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ‏»‏.‏

الْكَهْفُ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «لِسُرَادِقِ النَّارِ أَرْبَعَةُ أَجْدُرٍ، كَثَافَةُ كُلِّ جِدَارٍ مِثْلُ مَسَافَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً‏»‏.‏

وَأَخْرَجَا عَنْهُ أَيْضًا، «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ‏}‏ ‏[‏الْكَهْف‏:‏ 29‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ كَعَكَرِ الزَّيْتِ، فَإِذَا قَرَّبَهُ إِلَيْهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ فِيهِ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ عَنْهُ أَيْضًا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «‏{‏وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ‏}‏ ‏[‏الْكَهْف‏:‏ 46‏]‏‏.‏ التَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»‏.‏

‏وأَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ مَرْفُوعًا‏:‏ «سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، هُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ مِنَ الذِّكْرِ مِنَ الذِّكْرِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ هُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالَحَات‏ُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «يُنْصَبُ الْكَافِرُ مِقْدَارَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، كَمَا لَمْ يَعْمَلْ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيَرَى جَهَنَّمَ، وَيَظُنُّ أَنَّهَا مُوَاقِعَتُهُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ سَنَة‏ً»‏.‏

وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَفَعَهُ، قَالَ‏:‏ «إِنَّ الْكَنْزَ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ لَوْحٌ مِنْ ذَهَبٍ مُصْمَتٍ‏، عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ لِمَ نَصِبَ‏؟‏ وَعَجِبْتُ لِمَنْ ذَكَرَ النَّارَ كَيْفَ ضَحِكَ‏؟‏ وَعَجِبْتُ لِمَنْ ذَكَرَ الْمَوْتَ ثُمَّ غَفَلَ عَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُ الْجَنَّةِ، مِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ‏»‏.‏

مَرْيَمُ

أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «إِنَّ السَّرِيَّ الَّذِي قَالَ اللَّهُ لِمَرْيَمَ‏:‏ ‏{‏قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا‏}‏ ‏[‏مَرْيَمَ‏:‏ 24‏]‏‏.‏ نَهْرٌ أَخْرَجَهُ اللَّهُ لِتَشْرَبَ مِنْهُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ، وَغَيْرُهُ، «عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ‏:‏ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَجْرَانَ، فَقَالُوا‏‏:‏ أَرَأَيْتَ مَا تَقْرَءُونَ‏:‏ ‏{‏يَا أُخْتَ هَارُونَ‏}‏ ‏[‏مَرْيَمَ‏:‏ 28‏]‏‏.‏ وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا‏؟‏ فَرَجَعْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ أَلَا أَخْبَرْتَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمَّوْنَ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ»‏.‏

‏وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالشَّيْخَانِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، يُجَاءُ بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ، فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَالُ‏:‏ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَيُشْرِفُونَ فَيَنْظُرُونَ وَيَقُولُون‏َ‏:‏ نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ، وَيُقَالُ‏:‏ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ وَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ وَلَا مَوْتَ‏.‏ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ‏}‏ ‏[‏مَرْيَمَ‏:‏ 39‏]‏‏.‏ وَأَشَارَ بِيَدِهِ، وَقَالَ‏:‏ أَهْلُ الدُّنْيَا فِي غَفْلَةٍ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «غَيٌّ وَأَثَامٌ بِئْرَانِ فِي أَسْفَلِ جَهَنَّمَ، يَسِيلُ فِيهِمَا صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ»‏.‏ قَالَ ابْنُ كَثِير‏ٍ‏:‏ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُمَيَّةَ، قَالَ‏:‏ «اخْتَلَفْنَا فِي الْوُرُودِ، فَقَالَ بَعْضُنَا‏‏:‏ لَا يَدْخُلُهَا مُؤْمِنٌ‏.‏ وَقَالَ بَعْضُهُمْ‏‏:‏ يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا، ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا، فَلَقِيتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏‏:‏ لَا يَبْقَى بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ إِلَّا دَخَلَهَا، فَتَكُونُ عَلَى الْمُؤْمِنِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، حَتَّى إِنَّ لِلنَّارِ ضَجِيجًا مِنْ بَرْدِهِمْ، ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَيَذْرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ‏:‏ إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُنَادِي فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ الْمَحَبَّةُ فِي الْأَرْضِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ‏}‏ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا‏}‏ ‏[‏مَرْيَمَ‏:‏ 96‏]‏‏.‏ »‏.‏

طه

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «إِذَا وَجَدْتُمُ السَّاحِرَ فَاقْتُلُوهُ، ثُمَّ قَرَأَ ‏{‏وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى‏}‏ ‏[‏طَهَ‏:‏ 69‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ لَا يُؤَمَّنُ حَيْثُ وُجِدَ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ- بِسَنَدٍ جَيِّدٍ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «‏{‏فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا‏}‏ ‏[‏طَهَ‏:‏ 124‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ عَذَابَ الْقَبْرِ»‏.‏

الْأَنْبِيَاءُ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنَ الْمَاءِ»‏.‏

الْحَجُّ

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «احْتِكَارُ الطَّعَامِ بِمَكَّةَ إِلْحَادٌ»‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «إِنَّمَا سُمِّيَ الْبَيْتُ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ لِأَنَّهُ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهِ جَبَّارٌ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «عُدِلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ بِالْإِشْرَاكِ بِاللَّهِ، ثُمَّ تَلَا ‏{‏فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ‏}‏ ‏[‏الْحَجّ‏:‏ 30‏]‏»‏.‏

الْمُؤْمِنُونَ

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، «عَنْ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِرَجُلٍ‏‏:‏ إِنَّكَ تَمُوتُ بِالرَّبْوَةِ‏.‏ فَمَاتَ بِالرَّبْوَةِ»‏.‏

قَالَ ابْنُ كَثِير‏ٍ‏:‏ غَرِيبٌ جِدًّا‏‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، «عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏{‏الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ‏}‏ ‏[‏الْمُؤْمِنُونَ‏:‏ 60‏]‏‏.‏ هُوَ الَّذِي يَسْرِقُ وَيَزْنِي وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ وَهُوَ يَخَافُ اللَّهَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يَصُومُ وَيُصَلِّي، وَيَتَصَدَّقُ، وَيَخَافُ اللَّهَ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «قَالَ‏:‏ ‏{‏وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ‏}‏ ‏[‏الْمُؤْمِنُونَ‏:‏ 104‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ تَشْوِيهِ النَّارُ، فَتَقْلِصُ شَفَتُهُ الْعُلْيَا حَتَّى تَبْلُغَ وَسَطَ رَأْسِهِ، وَتَسْتَرْخِي شَفَتُهُ السُّفْلَى حَتَّى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ‏»‏.‏

النُّورُ

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ ابْنِ أَخِي أَبِي أَيُّوبَ، «عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا السَّلَامُ، فَمَا الِاسْتِئْنَاسُ‏؟‏

قَالَ‏:‏ يَتَكَلَّمُ الرَّجُلُ بِتَسْبِيحَةٍ، وَتَكْبِيرَةٍ، وَتَحْمِيدَةٍ، وَيَتَنَحْنَحُ، فَيُؤْذِنُ أَهْلَ الْبَيْتِ‏»‏.‏

الْفُرْقَانُ

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أُسَيْدٍ- يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ‏}‏ ‏[‏الْفُرْقَان‏:‏ 13‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَيُسْتَكْرَهُونَ فِي النَّارِ، كَمَا يُسْتَكْرَهُ الْوَتِدُ فِي الْحَائِطِ‏»‏.‏

الْقَصَصُ

أَخْرَجَ الْبَزَّارُ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ‏‏:‏ أَيُّ الْأَجَلَيْنِ قَضَى مُوسَى‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَوْفَاهُمَا وَأَبَرَّهُمَا‏.‏ قَالَ‏:‏ وَإِنْ سُئِلْتُ أَيُّ الْمَرْأَتَيْنِ تَزَوَّجَ‏؟‏ فَقُل‏:‏ الصُّغْرَى مِنْهُمَا» إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ‏.‏ وَلَكِنْ لَهُ شَوَاهِدُ مَوْصُولَةٌ وَمُرْسَلَةٌ‏‏.‏

الْعَنْكَبُوتُ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَحَسَّنَهُ وَغَيْرُهُمَا، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ‏:‏ «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ‏}‏ ‏[‏الْعَنْكَبُوت‏:‏ 29‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ كَانُوا يَحْذِفُونَ أَهْلَ الطَّرِيقِ وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ، فَهُوَ الْمُنْكَرُ الَّذِي كَانُوا يَأْتُون‏َ»‏.‏

لُقْمَانُ

أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «لَا تَبِيعُوا الْقَيْنَاتِ وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ، وَلَا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ‏.‏ فِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ ‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏ الْآيَةَ ‏[‏لُقْمَانَ‏:‏ 6‏]‏»‏.‏ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ‏‏.‏

السَّجْدَةُ

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ‏}‏ ‏[‏السَّجْدَة‏:‏ 7‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ أَمَا إِنَّ اسْتَ الْقِرَدَةِ لَيْسَتْ بِحَسَنَةٍ، وَلَكِنَّهُ أَحْكَمَ خَلْقَهَا‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ‏}‏ ‏[‏السَّجْدَة‏:‏ 16‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ قِيَامُ الْعَبْدِ مِنَ اللَّيْلِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ‏}‏ ‏[‏السَّجْدَة‏:‏ 23‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ جَعَلَ مُوسَى هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ‏.‏ وَفِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ‏}‏ ‏[‏السَّجْدَة‏:‏ 23‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ مِنْ لِقَاءِ مُوسَى رَبَّهُ‏»‏.‏

الْأَحْزَابُ

أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، «عَنْ مُعَاوِيَةَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَابْنِ جَرِيرٍ، وَغَيْرِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ‏:‏ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فَاطِمَةَ وَعَلِيًّا وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا لَمَّا نَزَلَتْ‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا‏}‏ ‏[‏الْأَحْزَاب‏:‏ 33‏]‏»‏.‏

سَبَأٌ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ «أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبَأٍ، أَرَجُلٌ هُوَ أَمِ امْرَأَةٌ، أَمْ أَرْضٌ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ بَلْ هُوَ رَجُلٌ وُلِدَ لَهُ عَشَرَةٌ، فَسَكَنَ الْيَمَنَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ، وَبِالشَّامِ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ»‏.‏

وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا، قَالَ‏:‏ «إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا‏:‏ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ‏؟‏ قَالُوا الْحَقَّ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ»‏.‏

فَاطِرٌ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة‏:‏ ‏{‏ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ‏}‏ ‏[‏فَاطِرٍ‏:‏ 32‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَكُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ «قَالَ اللَّهُ‏:‏ ‏{‏ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ‏}‏ ‏[‏فَاطِرٍ‏:‏ 32‏]‏‏.‏ فَأَمَّا الَّذِينَ سَبَقُوا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَأَمَّا الَّذِينَ اقْتَصَدُوا فَأُولَئِكَ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا، وَأَمَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يُحْبَسُونَ فِي طُولِ الْمَحْشَرِ، ثُمَّ هُمُ الَّذِينَ تَلَافَاهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ، فَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ‏:‏ ‏{‏الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ‏}‏ الْآيَةَ ‏[‏فَاطِرٍ‏:‏ 32‏]‏‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ‏:‏ أَيْنَ أَبْنَاءُ السِّتِّينَ‏؟‏ وَهُوَ الْعُمْرُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ‏:‏ ‏{‏أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ‏}‏ ‏[‏فَاطِرٍ‏:‏ 37‏]‏»‏.‏

يس

أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا‏}‏ ‏[‏يس‏:‏ 38‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ»‏.‏

وَأَخْرَجَا عَنْهُ، قَالَ‏:‏ «كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ‏؟‏ قُلْتُ‏‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ‏}‏ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا‏}‏»‏.‏

الصَّافَّاتُ

أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ‏:‏ «قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِه‏:‏ وَحُورٌ عِينٌ ‏[‏الْوَاقِعَة‏:‏ 22‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ الْعِينُ الضِّخَامُ الْعُيُونِ، شُفْرُ الْحَوْرَاءِ مِثْلَ جَنَاحِ النَّسْرِ‏.‏ قُلْتُ‏‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّه‏:‏ ‏{‏كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ‏}‏ ‏[‏الصَّافَّات‏:‏ 49‏]‏‏.‏

قَالَ‏:‏ رِقَّتُهُنَّ كَرِقَّةِ الْجِلْدَةِ الَّتِي فِي دَاخِلِ الْبَيْضَةِ الَّتِي تَلِي الْقِشْرَةَ‏»‏.‏

قَوْلُهُ‏:‏ ‏(‏شُفْرُ‏)‏ هُوَ بِالْفَاءُ مُضَافٌ إِلَى الْحَوْرَاءِ، وَهُوَ هُدْبُ الْعَيْنِ، وَإِنَّمَا ضَبَطْتُهُ وَإِنْ كَانَ وَاضِحًا، لِأَنِّي رَأَيْتُ بَعْضَ الْمُهْمِلِينَ مِنْ أَهْلِ عَصْرِنَا صَحَّفَهُ بِالْقَافِ، وَقَالَ‏:‏ الْحَوْرَاءُ مِثْلُ جَنَاحِ النَّسْرِ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ‏، يَعْنِي فِي الْخِفَّةِ وَالسُّرْعَةِ، وَهَذَا كَذِبٌ وَجَهْلٌ مَحْضٌ، وَإِلْحَادٌ فِي الدِّينِ، وَجُرْأَةٌ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ‏}‏ ‏[‏الصَّافَّات‏:‏ 77‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ «حَامٌ وَسَامٌ وَيَافِثُ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ قَالَ‏:‏ «سَامٌ أَبُو الْعَرَبِ، وَحَامٌ أَبُو الْحَبَشِ، وَيَافِثُ أَبُو الرُّومِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ‏:‏ «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِ اللَّه‏:‏ ‏{‏وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ‏}‏ ‏[‏الصَّافَّات‏:‏ 147‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ يَزِيدُونَ عِشْرِينَ أَلْفًا»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ سَعْدٍ‏:‏ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا لِجُلَسَائِه‏:‏ أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، لَيْسَ مِنْهَا مَوْضِعُ قَدَمٍ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ، ثُمَّ قَرَأَ‏:‏ ‏{‏وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ‏}‏ ‏[‏الصَّافَّات‏:‏ 165- 166‏]‏»‏.‏

الزُّمَرُ

أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ‏:‏ «أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَفْسِير‏:‏ ‏{‏لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏}‏ ‏[‏الزُّمَر‏:‏ 63‏]‏‏.‏ فَقَالَ‏:‏ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ‏.‏ تَفْسِيرُهَا‏:‏ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانُ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ يُحْيِي وَيُمِيتُ»‏.‏

الْحَدِيثُ غَرِيبٌ وَفِيهِ نَكَارَةٌ شَدِيدَةٌ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «سَأَلَ جِبْرِيلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَة‏:‏ ‏{‏فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏الزُّمَر‏:‏ 68‏]‏‏.‏ مَنِ الَّذِينَ لَمْ يَشَأِ اللَّهُ أَنْ يُصْعَقَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هُمُ الشُّهَدَاءُ»‏.‏

غَافِرٌ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَأَصْحَابُ السُّنَنِ، وَالْحَاكِمُ، وَابْنُ حِبَّانَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ، ثُمَّ قَرَأَ‏:‏ ‏{‏ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ‏}‏ ‏[‏غَافِرٍ‏:‏ 60‏]‏»‏.‏

فُصِّلَتْ

أَخْرَجَ النَّسَائِيُّ، وَالْبَزَّارُ، وَأَبُو يَعْلَى، وَغَيْرُهُمْ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ «قَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا‏}‏ ‏[‏فُصِّلَتْ‏:‏ 30‏]‏‏.‏ قَدْ قَالَهَا نَاسٌ مِنَ النَّاسِ ثُمَّ كَفَرَ أَكْثَرُهُمْ، فَمَنْ قَالَهَا حَتَّى يَمُوتَ فَهُوَ مِمَّنِ اسْتَقَامَ عَلَيْهَا»‏.‏

الشُّورَى

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ عَلِيٍّ، «قَالَ‏:‏ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلِ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ‏؟‏ وَحَدَّثَنَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏{‏وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ‏}‏ ‏[‏الشُّورَى‏:‏ 30‏]‏‏.‏ وَسَأُفَسِّرُهَا لَكَ يَا عَلِيُّ‏‏:‏ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مَرَضٍ أَوْ عُقُوبَةٍ أَوْ بَلَاءٍ فِي الدُّنْيَا فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ، وَاللَّهُ أَحْلَمُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةَ فِي الْآخِرَةِ، وَمَا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا فَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ بَعْدَ عَفْوِهِ»‏.‏

الزُّخْرُفُ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَغَيْرُهُمَا، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ‏.‏ ثُمَّ تَلَا‏:‏ «‏{‏مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ‏}‏ ‏[‏الزُّخْرُف‏:‏ 58‏]‏‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «كُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ حَسْرَةً، فَيَقُول‏ُ‏:‏ «‏{‏لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ‏}‏ ‏[‏الزُّمَر‏:‏ 57‏]‏‏.‏ وَكُلُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ النَّارِ فَيَقُول‏ُ‏:‏ ‏{‏وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ‏}‏ ‏[‏الْأَعْرَاف‏:‏ 43‏]‏‏.‏ فَيَكُونُ لَهُ شُكْرٌ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَلَهُ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْزِلٌ فِي النَّارِ، فَالْكَافِرُ يَرِثُ الْمُؤْمِنَ مَنْزِلَهُ مِنَ النَّارِ، وَالْمُؤْمِنُ يَرِثُ الْكَافِرَ مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ‏.‏ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ «‏{‏وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏الزُّخْرُف‏:‏ 72‏]‏‏.‏

الدُّخَانُ

أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ جَرِيرٍ- بِسَنَدٍ جَيِّدٍ- عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «إِنَّ رَبَّكُمْ أَنْذَرَكُمْ ثَلَاثًا‏‏:‏ الدُّخَانُ يَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَالزَّكْمَةِ، وَيَأْخُذُ الْكَافِرَ فَيَنْتَفِخُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ كُلِّ مَسْمَعٍ مِنْهُ، وَالثَّانِيةُ الدَّابَّةُ، وَالثَّالِثَةُ الدَّجَّالُ» لَهُ شَوَاهِدُ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَلَهُ فِي السَّمَاءِ بَابَانِ‏، بَابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ رِزْقُهُ، وَبَابٌ يَدْخُلُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَكَلَامُهُ، فَإِذَا مَاتَ فَقَدَاهُ وَبَكَيَا عَلَيْهِ، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ‏:‏ ‏{‏فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ‏}‏ ‏[‏الدُّخَان‏:‏ 29‏]‏‏.‏ وَذَكَرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْمَلُونَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ عَمَلًا صَالِحًا تَبْكِي عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَصْعَدُ لَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ كَلَامِهِمْ وَلَا مِنْ عَمَلِهِمْ كَلَامٌ طَيِّبٌ، وَلَا عَمَلٌ صَالِحٌ فَتَفْقِدُهُمْ فَتَبْكِي عَلَيْهِم»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ- مُرْسَلًا- قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «مَا مَاتَ مُؤْمِنٌ فِي غُرْبَةٍ غَابَتْ عَنْهُ فِيهَا بَوَاكِيهِ إِلَّا بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ‏.‏ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏فَمًا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ‏}‏ ‏[‏الدُّخَان‏:‏ 29‏]‏‏.‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّهُمَا لَا يَبْكِيَانِ عَلَى كَافِرٍ»‏.‏

الْأَحْقَافُ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «أَوْ ‏{‏أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ‏}‏ ‏[‏الْأَحْقَاف‏:‏ 4‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ الْخَطُّ‏»‏.‏

الْفَتْحُ

أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى‏}‏ ‏[‏الْفَتْح‏:‏ 26‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ‏.‏

الْحُجُرَاتُ

أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ «قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْغِيبَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ‏.‏ قِيل‏َ‏:‏ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ»‏.‏

ق

أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «يُلْقَى فِي النَّارِ وَتَقُولُ‏:‏ ‏{‏هَلْ مِنْ مَزِيدٍ‏}‏ ‏[‏ق‏:‏ 30‏]‏‏.‏ حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ فِيهَا فَتَقُولُ قَطْ قَطْ‏»‏.‏

الذَّارِيَاتُ

أَخْرَجَ الْبَزَّارُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ ‏{‏وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا‏}‏ هِيَ الرِّيَاحُ ‏{‏فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا‏}‏ هِيَ السُّفُنُ ‏{‏فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا‏}‏ هِيَ الْمَلَائِكَةُ، وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ مَا قُلْتُهُ»‏.‏

الطُّورُ

أَخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الْمُسْنَدِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ وَأَوْلَادَهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَأَوْلَادَهُمْ فِي النَّارِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ الْآيَةَ ‏[‏الطُّور‏:‏ 21‏]‏»‏‏.‏

النَّجْمُ

أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ‏:‏ «تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ ‏{‏وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى‏}‏ ‏[‏النَّجْم‏:‏ 37‏]‏‏.‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَتَدْرِي مَا وَفَّى‏؟‏ قُلْتُ‏‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ‏.‏ قَالَ‏:‏ وَفَّى عَمَلَ يَوْمِهِ بِأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ

وَأَخْرَجَا عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ لِمَ سَمَّى اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَهُ الَّذِي وَفَّى إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ كُلَّمَا أَصْبَحَ وَأَمْسَى‏:‏ ‏{‏فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ‏}‏ ‏[‏الرُّوم‏:‏ 17‏]‏‏.‏ حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ الْبَغَوِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى‏}‏ ‏[‏النَّجْم‏:‏ 42‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ لَا فِكْرَةَ فِي الرَّبِّ»‏.‏

قَالَ الْبَغَوِيُّ‏‏:‏ وَهُوَ مِثْلُ حَدِيث‏:‏ «تَفَكَّرُوا فِي مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ، وَلَا تَفَكَّرُوا فِي ذَاتِ اللَّهِ»‏.‏

الرَّحْمَنُ

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ‏}‏ ‏[‏الرَّحْمَن‏:‏ 29‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ «مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَغْفِرَ ذَنْبًا، وَيُفَرِّجَ كَرْبًا، وَيَرْفَعَ قَوْمًا وَيَضَعَ آخَرِينَ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنِيبٍ، وَالْبَزَّارُ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهُمَا‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ الْبَغَوِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ «قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ‏}‏ ‏[‏الرَّحْمَن‏:‏ 60‏]‏‏.‏ وَقَالَ‏:‏ هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَ رَبُّكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ‏.‏ قَالَ‏:‏ يَقُولُ‏:‏ هَلْ جَزَاءُ مَنْ أَنْعَمْتُ عَلَيْهِ بِالتَّوْحِيدِ إِلَّا الْجَنَّةُ‏»‏.‏

الْوَاقِعَةُ

أَخْرَجَ أَبُو بَكْرٍ النِّجَادُ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ «أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً تُؤْذِي صَاحِبَهَا، قَالَ‏:‏ وَمَا هِيَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ السِّدْرُ، فَإِنَّ لَهُ شَوْكًا مُؤْذِيًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏:‏ أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ‏:‏ ‏{‏فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ‏}‏ ‏[‏الْوَاقِعَة‏:‏ 28‏]‏‏.‏ خَضَدَ اللَّهُ شَوْكَهُ، فَجَعَلَ مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةِ ثَمَرَةً»‏.‏

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ فِي الْبَعْثِ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ‏:‏ ‏{‏وَظِلٍّ مَمْدُودٍ‏}‏ ‏[‏الْوَاقِعَة‏:‏ 30‏]‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ‏}‏ ‏[‏الْوَاقِعَة‏:‏ 34‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ «ارْتِفَاعُهَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَمَسِيرَةُ مَا بَيْنَهُمَا خَمْسُمِائَةِ عَام‏ٍ»‏.‏

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «‏{‏إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً‏}‏ ‏[‏الْوَاقِعَة‏:‏ 35‏]‏‏.‏ عَجَائِزَ كُنَّ فِي الدُّنْيَا عُمْشًا رُمْصًا»‏.‏

وَأَخْرَجَ فِي الشَّمَائِلِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ «أَتَتْ عَجُوزٌ فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ‏.‏ فَقَالَ‏:‏ يَا أُمَّ فُلَانٍ، إِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا عَجُوزٌ‏.‏ فَوَلَّتْ تَبْكِي، قَالَ‏:‏ أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لَا تَدْخُلُهَا وَهِيَ عَجُوزٌ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا‏}‏ ‏[‏الْوَاقِعَة‏:‏ 35- 37‏]‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «‏{‏عُرُبًا‏}‏ كَلَامُهُنَّ عَرَبِيٌّ‏»‏.‏

‏وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ‏:‏ «قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَحُورٌ عِينٌ‏}‏ ‏[‏الْوَاقِعَة‏:‏ 22‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ حُورٌ بِيضٌ، عِين‏ٌ‏:‏ ضِخَامُ الْعُيُونِ، شُفْرُ الْحَوْرَاءِ بِمَنْزِلَةِ جَنَاحِ النَّسْرِ‏‏.‏

قُلْتُ‏‏:‏ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏‏:‏ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ‏}‏ ‏[‏الْوَاقِعَة‏:‏ 22‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ صَفَاؤُهُنَّ كَصَفَاءِ الدُّرِّ الَّذِي فِي الْأَصْدَافِ الَّذِي لَمْ تَمَسَّهُ الْأَيْدِي‏‏.‏

قُلْتُ‏‏:‏ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ‏}‏ ‏[‏الرَّحْمَن‏:‏ 70‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ خَيْرَاتُ الْأَخْلَاقِ، حِسَانُ الْوُجُوهِ‏.‏

قُلْتُ‏‏:‏ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ‏}‏ ‏[‏الصَّافَّات‏:‏ 49‏]‏‏.‏

قَالَ‏:‏ رِقَّتُهُنَّ كَرِقَّةِ الْجِلْدِ الَّذِي رَأَيْتَ فِي دَاخِلِ الْبَيْضَةِ مِمَّا يَلِي الْقِشْرَ‏‏.‏

قُلْتُ‏‏:‏ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِه‏:‏ ‏{‏عُرُبًا أَتْرَابًا‏}‏ ‏[‏الْوَاقِعَة‏:‏ 37‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ هُنَّ اللَّوَاتِي قَبَضَهُنَّ فِي دَارِ الدُّنْيَا عَجَائِزَ رُمْصًا شُمْطًا، خَلَقَهُنَّ اللَّهُ بَعْدَ الْكِبَرِ، فَجَعَلَهُنَّ عَذَارَى عُرُبًا، مُتَعَشَّقَاتٍ مُحَبَّبَاتٍ، أَتْرَابًا عَلَى مِيلَادٍ وَاحِدٍ

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ‏}‏ ‏[‏الْوَاقِعَة‏:‏ 39- 40‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هُمَا جَمِيعًا مِنْ أُمَّتِي»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ‏}‏ يَقُولُ‏:‏ شُكْرَكُمْ ‏{‏أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ‏}‏ ‏[‏الْوَاقِعَة‏:‏ 82‏]‏‏.‏ يَقُولُونَ‏:‏ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا»‏.‏

الْمُمْتَحَنَةُ

أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِه‏:‏ ‏{‏وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ‏}‏ ‏[‏الْمُمْتَحَنَة‏:‏ 12‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ النَّوْحِ»‏.‏

الطَّلَاقُ

أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ «أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَغَيَّظَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ لِيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ يُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضُ فَتَطْهُرُ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا طَاهِرًا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏{‏إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ‏}‏ الطَّلَاق‏:‏ 1‏]‏»‏.‏

نُون

أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ وَالْحُوتَ، قَالَ‏:‏ اكْتُبْ‏.‏ قَالَ‏:‏ مَا أَكْتُبُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كُلَّ شَيْءٍ كَائِنٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ قَرَأَ‏‏:‏ ‏{‏ن وَالْقَلَمِ‏}‏ ‏[‏ن‏:‏ 1‏]‏ وَالنُّون‏ُ‏:‏ الْحُوتُ، وَالْقَلَمُ‏‏:‏ الْقَلَمُ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ‏}‏ ‏[‏ن‏:‏ 1‏]‏‏.‏ لَوْحٌ مِنْ نُورٍ، وَقَلَمٌ مِنْ نُورٍ، يَجْرِي بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»‏.‏

قَالَ ابْنُ كَثِير‏ٍ‏:‏ مُرْسَلٌ غَرِيبٌ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ- أَيْضًا- عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «تَبْكِي السَّمَاءُ مِنْ عَبْدٍ أَصَحَّ اللَّهُ جِسْمَهُ، وَأَرْحَبَ جَوْفَهُ، وَأَعْطَاهُ مِنَ الدُّنْيَا مُقْضِمًا، فَكَانَ لِلنَّاسِ ظَلُومًا، قَالَ‏:‏ فَذَلِكَ الْعُتُلُّ الزَّنِيمُ»‏.‏ مُرْسَلٌ لَهُ شَوَاهِدُ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى، وَابْنُ جَرِيرٍ- بِسَنَدٍ فِيهِ مُبْهَمٌ-، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «‏{‏يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ‏}‏ ‏[‏ن‏:‏ 42‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ عَنْ نُورٍ عَظِيمٍ يَخِرُّونَ لِلَّهِ سُجَّدًا»‏.‏

سَأَلَ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ «قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ‏}‏ ‏[‏الْمَعَارِج‏:‏ 4‏]‏‏.‏ مَا أَطْوَلَ هَذَا الْيَوْمَ‏!‏ فَقَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَنِ الْمُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ يُصَلِّيهَا فِي الدُّنْيَا‏»‏.‏

الْمُزَّمِّلِ‏.‏

أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ‏}‏ ‏[‏الْمُزَّمِّل‏:‏ 20‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ مِائَةُ آيَةٍ»‏.‏

قَالَ ابْنُ كَثِير‏ٍ‏:‏ غَرِيبٌ جِدًّا‏‏.‏

الْمُدَّثِّرُ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «الصَّعُود جَبَلٌ مِنْ نَارٍ، يَتَصَعَّدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا، ثُمَّ يَهْوِي بِهِ كَذَلِكَ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ «قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏{‏هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ‏}‏ ‏[‏الْمُدَّثِّر‏:‏ 56‏]‏‏.‏ فَقَالَ‏:‏ قَالَ رَبُّكُمْ‏‏:‏ أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى فَلَا يُجْعَلُ مَعِي إِلَهٌ، فَمَنِ اتَّقَى أَنْ يَجْعَلَ مَعِي إِلَهًا كَانَ أَهْلًا أَنْ أَغْفِرَ لَهُ»‏.‏

عَمَّ

أَخْرَجَ الْبَزَّارُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «وَاللَّهِ لَا يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ أَحَدٌ حَتَّى يَمْكُثَ فِيهَا أَحْقَابًا، وَالْحُقْبُ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً، كُلُّ سَنَةٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا مِمَّا تَعُدُّونَ»‏.‏

التَّكْوِيرُ

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِيه‏:‏ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ‏}‏ ‏[‏التَّكْوِير‏:‏ 1‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ كَوَّرَتْ فِي جَهَنَّمَ‏.‏ ‏{‏وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ‏}‏ ‏[‏التَّكْوِير‏:‏ 2‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ فِي جَهَنَّمَ»‏.‏

وَأَخْرَجَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ‏}‏ ‏[‏التَّكْوِير‏:‏ 7‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ الْقُرَنَاءُ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ كُلِّ قَوْمٍ كَانُوا يَعْمَلُونَ عَمَلَهُ‏»‏.‏

الِانْفِطَارُ

أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ‏‏:‏ «مَا وُلِدَ لَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا عَسَى أَنْ يُولَدَ لِي‏؟‏ إِمَّا غُلَامٌ أَوْ جَارِيَةٌ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَمَنْ يُشْبِهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ عَسَى أَنْ يُشْبِهَ‏؟‏ إِمَّا أَبَاهُ وَإِمَّا أُمَّهُ‏.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏:‏ مَهْ، لَا تَقُولَنَّ هَذَا، إِنَّ النُّطْفَةَ إِذَا اسْتَقَرَّتْ فِي الرَّحِمِ أَحْضَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى كُلَّ نَسَبٍ بَيْنِهَا وَبَيْنَ آدَمَ، أَمَا قَرَأْتَ‏:‏ ‏{‏فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ‏}‏ ‏[‏الِانْفِطَار‏:‏ 8‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ سَلَكَكَ»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «إِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللَّهُ الْأَبْرَارَ، لِأَنَّهُمْ بَرُّوا الْآبَاءَ وَالْأَبْنَاءَ»‏.‏

الْمُطَفِّفِينَ

أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ‏{‏يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏الْمُطَفِّفِينَ‏:‏ 6‏]‏‏.‏ حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا كَانَتْ نُكْتَةً سَوْدَاءَ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ مِنْهَا صَقُلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادْتَ حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهَ فِي الْقُرْآن‏:‏ ‏{‏كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ‏}‏ ‏[‏الْمُطَفِّفِينَ‏:‏ 14‏]‏»‏.‏

الِانْشِقَاقُ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالشَّيْخَانِ، وَغَيْرُهُمَا، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ»‏.‏

وَفِي لَفْظٍ عِنْدَ ابْنِ جَرِيرٍ‏:‏ «لَيْسَ يُحَاسَبُ أَحَدٌ إِلَّا عُذِّبَ‏.‏ قُلْتُ‏‏:‏ أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ ‏{‏فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا‏}‏ ‏[‏الِانْشِقَاق‏:‏ 8‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ لَيْسَ ذَلِكَ بِالْحِسَابِ وَلَكِنْ ذَاكَ الْعَرْضُ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ «يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ يَنْظُرَ فِي كِتَابِهِ، فَيَتَجَاوَزُ لَهُ عَنْهُ، إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ هَلَكَ»‏.‏

الْبُرُوجُ

أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَشَاهِدٍ‏:‏ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَمَشْهُودٍ‏:‏ يَوْمُ عَرَفَةَ»‏.‏ لَهُ شَوَاهِدُ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ لَوْحًا مَحْفُوظًا مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، صَفَحَاتُهَا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، قَلَمُهُ نُورٌ، وَكِتَابُهُ نُورٌ، لِلَّهِ تَعَالَى فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سِتُّونَ وَثَلَاثُمِائَةِ لَحْظَةٍ، يَخْلُقُ وَيَرْزُقُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي، وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ، وَيَفْعَلُ مَا يَشَاءُ‏.‏

سَبَّحَ

أَخْرَجَ الْبَزَّارُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى‏}‏‏.‏ قَالَ‏:‏

مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَخَلَعَ الْأَنْدَادَ، وَشَهِدَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ‏{‏وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى‏}‏ ‏[‏الْأَعْلَى‏:‏ 14، 15‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ هِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا وَالِاهْتِمَامُ بِهَا‏‏.‏

وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ «لَمَّا نَزَلَتْ‏:‏ ‏{‏إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى‏}‏ ‏[‏الْأَعْلَى‏:‏ 18‏]‏‏.‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏:‏ كَانَ هَذَا- أَوْ كُلُّ هَذَا- فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى»‏.‏

الْفَجْرُ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «إِنَّ الْعَشْرَ‏‏:‏ عَشْرُ الْأَضْحَى، وَالْوَتْرَ‏:‏ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعَ‏:‏ يَوْمُ النَّحْرِ»‏.‏

قَالَ ابْنُ كَثِير‏ٍ‏:‏ رِجَالُهُ لَا بَأْسَ بِهِمْ، وَفِي رَفْعِهِ نَكَارَةٌ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا‏:‏ «الشَّفْعُ الْيَوْمَانِ، وَالْوَتْرُ الْيَوْمُ الثَّالِثُ»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ‏:‏ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ الصَّلَاةُ بَعْضُهَا شَفْعٌ وَبَعْضُهَا وَتْرٌ‏»‏.‏

الْبَلَدُ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ‏:‏ «جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ‏.‏ قَالَ‏:‏ أَعْتِقِ النَّسَمَةَ، وَفُكَّ الرَّقَبَةَ‏.‏ قَالَ‏:‏ أَوْ لَيْسَتَا بِوَاحِدَةٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّ عِتْقَ النَّسَمَةِ أَنْ تُفْرَدَ بِعِتْقِهَا، وَفَكَّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ فِي عِتْقِهَا‏»‏.‏

وَالشَّمْسِ

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، مِنْ طَرِيقِ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّه‏:‏ ‏{‏قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا‏}‏ ‏[‏الشَّمْس‏:‏ 9‏]‏‏.‏ أَفْلَحَتْ نَفْسٌ زَكَّاهَا اللَّهُ تَعَالَى»‏.‏

أَلَمْ نَشْرَحْ

أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ‏‏:‏ أَتَدْرِي كَيْفَ رَفَعْتُ ذِكْرَكَ‏؟‏ قُلْتُ اللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏ قَالَ‏:‏ إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي»‏.‏

الزَّلْزَلَةُ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ «قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ ‏{‏يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا‏}‏ ‏[‏الزَّلْزَلَة‏:‏ 4‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ أَتُدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا‏؟‏ قَالُوا‏‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ‏.‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تَشَهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا، أَنْ تَقُولَ عَمِلَ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا»‏.‏

الْعَادِيَاتُ

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ- بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏{‏إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ‏}‏ ‏[‏الْعَادِيَات‏:‏ 6‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ الْكَنُودُ الَّذِي يَأْكُلُ وَحْدَهُ، وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ، وَيَمْنَعُ رَفْدَهُ»‏.‏

أَلْهَاكُم

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ- مُرْسَلًا- قَالَ‏:‏ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏التَّكَاثُرُ‏}‏ ‏[‏التَّكَاثُر‏:‏ 1‏]‏‏.‏ عَنِ الطَّاعَةِ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ‏[‏التَّكَاثُر‏:‏ 2‏]‏‏.‏ حَتَّى يَأْتِيَكُمُ الْمَوْتُ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ «أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رُطَبًا وَشَرِبُوا مَاءً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏:‏ هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تَسْأَلُونَ عَنْهُ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ‏}‏ ‏[‏أَلْهَاكُمُ‏:‏ 8‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ»‏.‏

الْهُمَزَةُ

أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ‏}‏ ‏[‏الْهُمُزَة‏:‏ 8‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ مُطْبَقَةٌ‏»‏.‏

أَرَأَيْتَ

أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وَأَبُو يَعْلَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ‏:‏ «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ‏{‏الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ‏}‏ ‏[‏الْمَاعُون‏:‏ 5‏]‏‏.‏ قَالَ‏:‏ هُمُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا»‏.‏

الْكَوْثَرُ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «الْكَوْثَرُ نَهْرٌ أَعْطَيْنَاهُ رَبِّي فِي الْجَنَّةِ لَهُ طُرُقٌ لَا تُحْصَى»‏.‏

النَّصْرُ

أَخْرَجَ أَحْمَدُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ «لَمَّا نَزَلَتْ‏:‏ ‏{‏إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ‏}‏ ‏[‏النَّصْر‏:‏ 1‏]‏‏.‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏:‏ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي»‏.‏

الْإِخْلَاصُ

أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ بُرَيْدَةَ- لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ- قَالَ‏:‏ «الصَّمَدُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ»‏.‏

الْفَلَقُ

أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ «الْفَلَقُ جُبٌّ فِي جَهَنَّمَ مُغَطًّى» قَالَ ابْنُ كَثِير‏ٍ‏:‏ غَرِيبٌ لَا يَصِحُّ رَفْعُهُ‏‏.‏

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ «أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَأَرَانِي الْقَمَرَ حِينَ طَلَعَ، وَقَالَ‏:‏ تَعَوُّذِي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الْغَاسِقِ إِذَا وَقَبَ‏»‏.‏

وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ‏}‏ قَالَ‏:‏ النَّجْمُ الْغَاسِقُ»‏.‏

قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ‏‏:‏ لَا يَصِحُّ رَفْعُهُ‏‏.‏

النَّاسُ

أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ «إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خُرْطُومَهُ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ‏‏- أَيْ‏:‏ سَكَنَ- وَإِنْ نَسِيَ الْتَقَمَ قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ»‏.‏

‏[‏خَاتِمَةٌ‏]‏

فَهَذَا مَا حَضَرَنِي مِنَ التَّفَاسِيرِ الْمَرْفُوعَةِ الْمُصَرَّحِ بِرَفْعِهَا، وَصَحِيحِهَا وَحَسَنِهَا، ضَعِيفِهَا وَمُرْسَلِهَا وَمُعْضَلِهَا، وَلَمْ أُعَوِّلْ عَلَى الْمَوْضُوعَاتِ وَالْأَبَاطِيل‏ِ‏.‏

وَقَدْ وَرَدَ مِنَ الْمَرْفُوعِ فِي التَّفْسِيرِ ثَلَاثَةُ أَحَادِيثَ طِوَالٌ تَرَكْتُهَا‏‏.‏

‏أَحَدُهَا‏‏:‏ الْحَدِيثُ فِي قِصَّةِ مُوسَى مَعَ الْخَضِرِ، فِيهِ تَفْسِيرُ آيَاتٍ مِنَ الْكَهْفِ، وَهُوَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ‏‏.‏

الثَّانِي‏‏:‏ حَدِيثُ الْفُتُونِ‏.‏ طَوِيلٌ جِدًّا فِي نِصْفِ كَرَّاسٍ، يَتَضَمَّنُ شَرْحَ قِصَّةِ مُوسَى، وَتَفْسِيرَ آيَاتٍ كَثِيرَةٍ تَتَعَلَّقُ بِهِ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ، لَكِنْ نَبَّهَ الْحُفَّاظُ مِنْهُمُ الْمِزِّيُّ، وَابْنُ كَثِيرٍ، عَلَى أَنَّهُ مَوْقُوفٌ مِنْ كَلَامِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَنَّ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ قَلِيلٌ، صَرَّحَ بِعَزْوِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏‏.‏

قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ‏‏:‏ وَكَأَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ تَلَقَّاهُ مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّات‏ِ‏.‏

الثَّالِث‏ُ‏:‏ حَدِيثُ الصُّورِ، وَهُوَ أَطْوَلُ مِنْ حَدِيثِ الْفُتُونِ، يَتَضَمَّنُ شَرْحَ حَالِ الْقِيَامَةِ، وَتَفْسِيرَ آيَاتٍ كَثِيرَةٍ مِنْ سُوَرٍ شَتَّى فِي ذَلِكَ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ، وَأَبُو يَعْلَى، وَمَدَارُهُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ قَاضِي الْمَدِينَةِ‏‏.‏ وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بِسَبَبِهِ، وَفِي بَعْضِ سِيَاقِهِ نَكَارَةٌ، وَقِيلَ‏:‏ إِنَّهُ جَمَعَهُ مِنْ طُرُقٍ وَأَمَاكِنَ مُتَفَرِّقَةٍ، وَسَاقَهُ سِيَاقًا وَاحِدًا‏‏.‏

وَقَدْ صَرَّحَ ابْنُ تَيْمِيَةَ فِيمَا تَقَدَّمَ وَغَيْرُهُ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَّنَ لِأَصْحَابِهِ تَفْسِيرَ جَمِيعِ الْقُرْآنِ أَوْ غَالِبِهِ‏.‏

وَيُؤَيِّدُ هَذَا مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَهْ، عَنْ عُمَرَ بِأَنَّهُ قَالَ‏:‏ مِنْ آخِرِ مَا نَزَلَ بِهِ آيَةُ الرِّبَا، وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ قَبْلَ أَنْ يُفَسِّرَهَا‏‏.‏

دَلَّ فَحْوَى الْكَلَامِ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يُفَسِّرُ لَهُمْ كُلَّ مَا نَزَلَ، وَأَنَّهُ إِنَّمَا لَمْ يُفَسِّرْ هَذِهِ الْآيَةَ لِسُرْعَةِ مَوْتِهِ بَعْدَ نُزُولِهَا، وَإِلَّا لَمْ يَكُنْ لِلتَّخْصِيصِ بِهَا وَجْهٌ‏‏.‏

وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفَسِّرُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا آيًا بَعْدَ عِلْمِهِ إِيَّاهُنَّ مِنْ جِبْرِيلَ‏.‏

فَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ كَمَا قَالَهُ ابْنُ كَثِيرٍ، وَأَوَّلَهُ ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ، عَلَى أَنَّهَا إِشَارَاتٌ إِلَى آيَاتٍ مُشْكِلَاتٍ أُشْكِلْنَ عَلَيْهِ، فَسَأَلَ اللَّهُ عِلْمَهُنَّ، فَأَنْزَلَ إِلَيْهِ عَلَى لِسَانِ جِبْرِيلَ‏‏.‏

‏[‏خاتمة‏]‏

وَقَدْ مَنَّ اللَّهُ تَعَالَى بِإِتْمَامِ هَذَا الْكِتَابِ الْإِتْقَانِ الْبَدِيعِ الْمِثَالِ، الْمَنِيعِ الْمَنَالِ، الْفَائِقِ بِحُسْنِ نِظَامِهِ عَلَى عُقُودِ الْآلِ، الْجَامِعِ لِفَوَائِدَ وَمَحَاسِنَ لَمْ تَجْتَمِعْ فِي كِتَابٍ قَبْلَهُ فِي الْعُصُرِ الْخَوَالِ‏.‏

أَسَّسْتُ فِيهِ قَوَاعِدَ مُعِينَةً عَلَى فَهْمِ الْكِتَابِ الْمُنَزَّلِ، وَبَيَّنْتُ فِيهِ مَصَاعِدَ يُرْتَقَى فِيهَا لِلْإِشْرَافِ عَلَى مَقَاصِدِهِ وَيُتَوَصَّلُ، وَأَرْكَزْتُ فِيهِ مَرَاصِدَ تَفْتَحُ مِنْ كُنُوزِهِ كُلَّ بَابٍ مُقْفَلٍ‏.‏

فِيهِ لُبَابُ الْعُقُولِ، وَعُبَابُ الْمَنْقُولِ، وَصَوَابُ كُلِّ قَوْلٍ مَقْبُولِ، مَحَّضْتُ فِيهِ كُتُبَ الْعِلْمِ عَلَى تَنَوُّعِهَا، وَأَخَذْتُ زُبْدَهَا وَدُرَّهَا، وَمَرَرْتُ عَلَى رِيَاضِ التَّفَاسِيرِ عَلَى كَثْرَةِ عَدَدِهَا، وَاقْتَطَفْتُ ثَمَرَهَا وَزَهْرَهَا، وَغُصْتُ بِحَارَ فُنُونِ الْقُرْآنِ فَاسْتَخْرَجْتُ جَوَاهِرَهَا وَدُرَرَهَا، وَبَقَرْتُ عَنْ مَعَادِنِ كُنُوزٍ فَخَلَّصْتُ سَبَائِكُهَا، وَسَبَكْتُ فِقَرَهَا‏.‏

فَلِهَذَا تَحَصَّلَ فِيهِ مِنَ الْبَدَائِعِ مَا تُبَتُّ عِنْدَهُ الْأَعْنَاقُ بَتًّا، وَتَجَمَّعَ فِي كُلِّ نَوْعٍ مِنْهُ مَا تَفَرَّقَ فِي مُؤَلِّفَاتٍ شَتَّى، عَلَى أَنِّي لَا أَبِيعُهُ بِشَرْطِ الْبَرَاءَةِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، وَلَا أَدَّعِي أَنَّهُ جَمَعَ سَلَامَةً، كَيْفَ وَالْبَشَرُ مَحَلُّ النَّقْصِ بِلَا رَيْبٍ‏.‏

هَذَا وَإِنِّي فِي زَمَانٍ مَلَأَ اللَّهُ قُلُوبَ أَهْلِيهِ مِنْ الْحَسَدِ، وَغَلَبَ عَلَيْهِمُ اللُّؤْمُ حَتَّى جَرَى مِنْهُمْ مَجْرَى الدَّمِ مِنَ الْجَسَدِ‏‏.‏

وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ نَشْرَ فَضِيلَةٍ *** طُوِيَتْ أَتَاحَ لَهَا لِسَانَ حَسُودِ

لَوْلَا اشْتِعَالُ النَّارِ فِيمَا جَاوَرَتْ *** مَا كَانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرْفِ الْعُودِ

قَوْمٌ غَلَبَ عَلَيْهِمُ الْجَهْلُ وَطَمَّهُمْ، وَأَعْمَاهُمْ حُبُّ الرِّيَاسَةِ وَأَصَمَّهُمْ، قَدْ نَكَبُوا عَنْ عِلْمِ الشَّرِيعَةِ وَنَسَوْهُ، وَأَكَبُّوا عَلَى عِلْمِ الْفَلَاسِفَةِ وَتَدَارَسُوهُ، يُرِيدُ الْإِنْسَانُ مِنْهُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ، وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَزِيدَهُ تَأْخِيرًا، وَيَبْغِي الْعِزَّ وَلَا عِلْمَ عِنْدِهِ، فَلَمْ يَجِدْ لَهُ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا‏‏.‏

أَتَمْشِي الْقَوَافِي تَحْتَ غَيْرِ لِوَائِنَا *** وَنَحْنُ عَلَى أَقْوَالِهَا أُمَرَاءُ

وَمَعَ ذَلِكَ فَلَا نَرَى إِلَّا أُنُوفًا مُشَمَّرَةً، وَقُلُوبًا عَنِ الْحَقِّ مُسْتَكْبِرَةً، وَأَقْوَالًا تَصْدُرُ عَنْهُمْ مُزَوَّرَةً، كُلَّمَا هَدَيْتَهُمْ إِلَى الْحَقِّ كَانَ أَصَمَّ وَأَعْمَى لَهُمْ، كَأَنَّ اللَّهَ لَمْ يُوَكِّلْ بِهِمْ حَافِظِينَ يَضْبِطُونَ أَقْوَالَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ، فَالْعَالِمُ بَيْنَهُمْ مَرْجُومٌ يَتَلَاعَبُ بِهِ الْجُهَّالُ وَالصِّبْيَانُ، وَالْكَامِلُ عِنْدَهُمْ مَذْمُومٌ دَاخِلٌ فِي كِفَّةِ النُّقْصَانِ‏.‏

وَايْمُ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الزَّمَانُ الَّذِي يَلْزَمُ فِيهِ السُّكُوتُ وَالْمَصِيرُ حِلْسًا مِنْ أَحْلَاسِ الْبُيُوتِ، وَرَدُّ الْعِلْمِ إِلَى الْعَمَلِ، لَوْلَا مَا وَرَدَ فِي صَحِيحِ الْأَخْبَار‏:‏ «مَنْ عَلِمَ عِلْمًا فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ»‏.‏

وَلِلَّهِ دَرُّ الْقَائِل‏:‏

ادْأَبْ عَلَى جَمْعِ الْفَضَائِلِ جَاهِدًا *** وَأَدِمْ لَهَا تَعَبُ الْقَرِيحَةِ وَالْجَسَدْ

وَاقْصِدْ بِهَا وَجْهَ الْإِلَهِ وَنَفْعَ مَنْ *** بَلَّغْتَهُ مِمَّنْ جَدَّ فِيهَا وَاجْتَهَدْ

وَاتْرُكْ كَلَامَ الْحَاسِدِينَ وَبَغْيَهُمْ *** هَمَلًا فَبَعْدَ الْمَوْتِ يَنْقَطِعُ الْحَسَدْ

وَأَنَا أَضْرَعُ إِلَى اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ، وَعَزَّ سُلْطَانُهُ، كَمَا مَنَّ بِإِتْمَامِ هَذَا الْكِتَابِ أَنْ يُتِمَّ النِّعْمَةَ بِقَبُولِهِ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ أَتْبَاعِ رَسُولِهِ، وَأَنْ لَا يُخَيِّبَ أَمَلَنَا فَهُوَ الْجَوَادُ الَّذِي لَا يُخَيِّبُ مَنْ أَمَّلَهُ، وَلَا يَخْذِلُ مَنِ انْقَطَعَ عَمَّنْ سِوَاهُ وَأَمَّلَهُ‏.‏

وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كُلَّمَا ذَكَرَهُ الذَّاكِرُونَ وَغَفَلَ عَنْ ذِكْرِهِ الْغَافِلُونَ‏‏.‏